النظام الاجتماعي وأصول العدالة الاجتماعية ، وهي ثلاثة أصول ركّزت الآية عليها ، وهي العدل والإحسان وصلة الأرحام ، وصلة الأرحام ليست فقط في نطاق الأُسرة خلافاً لما ينادى به هذه الأيام من أنّ العشيرة لا محلّ لها في الحياة العصرية الحديثة ، وأنّ ديّة العاقلة كانت مناسبة لذلك المجتمع القديم في الجزيرة العربية باعتباره مجتمع عشائر وقبائل ، وليست مناسبة للحياة العصرية الحديثة ، وقد تأثّر بعض من هو في وسطنا التخصصي بمثل هذه الشبهات ، القرآن الكريم يؤكّد أنّ صلة الأرحام مهمّة جدّاً ، وهي تشمل العشيرة والقبيلة ، ولا تقتصر على الأُسرة ، ولقد عفا أمير المؤمنين عليهالسلام عن بعض القبائل التي في العراق ، والمنحدرة من الجزيرة العربية ، فيما له الحق في العفو ضمن صلاحياته ، وعلل ذلك بقوله : « لرحم لهم تمسّني » ، مع أنّها شجرة طويلة من الأفخاذ النسبية.
صلة الأرحام من أجل التكافل الاجتماعي
القرآن الكريم لا يعزّز النزعة القبائلية والعشائرية ، وإنّما يعزّز التكافل الاجتماعي في هذه العشيرة أو تلك القبيلة ، الحسين عليهالسلام كان قد نادى بالعدالة الاجتماعية ، والآية المذكورة وثيقة الصلة بالعدالة الاجتماعية ، مضافاً إلى أنّ العدل أصل بنيوي ، فضلا عن أن يكون أصلا اعتقادياً أو أخلاقياً في كلّ الأبواب.
التعصّب الإيجابي والتعصّب السلبي
الآية لم تقتصر على الأُسرة ، وإنّما أطلقت لفظ ذي القربى ، وهي تهدف إلى أن تقوّي الأواصر والصلة بالأرحام ، أمّا العصبيّة الممقوتة فتتبيّن من خلال هذا الحديث ، حيث سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن العصبيّة ، فقال : « العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، وليس من