الإمام الحجّة يدير الأُمور في الخفاء
حيث إنّ في عقيدة أهل البيت عليهمالسلام أنّ العالم يحتاج في كلّ عام إلى تدبير ، والغيبة من العقائد التي يجب أن نعيها ، فالإمام حاضر ، والغيبة في مقابل الظهور وليست الغيبة في مقابل الحضور ، فهو (عجّل اللّه فرجه الشريف) عندما يظهر يقول كثير من الناس إنّنا كنّا نراه ولكنّنا لم نكن نعرفه ، فهو حاضر في كبد الحدث ، ويدير الشبكات من الأبدال والأركان والأوتاد والنقباء ، لا الدجالين من مدعي السفارة ، بل هؤلاء عملاء الدوائر الغربية ; لأن طبيعة السرّية تخالف ما يدّعيه أهل السفارة ; لأنّ العضو السري يبقى عضواً سرّياً مخفياً لا يكشف نفسه أبداً ، وفي الأجهزة السرّية عندما تشعر بانكشاف سرّ من أسرارها من قبل شخص مّا فإنّها تصفيه وتقتله حتّى لا يكشف أسرارها ، وادّعاء السفارة هو عين الجرأة على الساحة الربوبية ، لذلك فإنّ فقهاء الشيعة الإمامية يكفّرون من يدّعي السفارة ; لأنّه ينتهك أمن البشر.
الخضر ليس نبياً ولا رسولا
الذي جرى بين الخضر عليهالسلام وموسى عليهالسلام في سورة الكهف كلّها أُمور رمزية ، وذلك يعني وجود عنصر إلهي أمني خفي ، حتّى استغرب موسى عليهالسلام من التدابير التي قام بها الخضر : ( فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) (١) ، هذا بالنسبة للخضر عليهالسلام ، فهو ليس نبياً ولا رسولا ، وإنّما عبداً عنده علم لدنّي ، وكلّ فعل من أفعاله مؤثّر في النظام الاجتماعي ، فقتل ذلك الشاب مؤثّر وإلاّ كان سيقضي على سبعين نبياً (٢) ، وكلّنا يمكن أن يتصوّر ماذا يمكن أن يحمله
__________________
١ ـ الكهف (١٨) : ٦٥.
٢ ـ تفسير نور الثقلين ٣ : ٢٨٣ ، الحديث ١٥٨.