القسمين إلاّ أنّ العديد من المحافل والدول أصرّت على وجود إرهاب الدولة ، ويتضمّن إرهاب دولة لدولة أُخرى أو إرهابها لشعبها ، والمعسكر الغربي يصرّ على حذف هذا النوع من الإرهاب ، والسبب واضح ، وهو أنّهم يمارسون هذا النوع من الإرهاب بشكل خفي ، ويرفضون أن يدرج إرهاب الدولة في تعريف الإرهاب ; لكي لا يدانوا بالإرهاب ، ولكن حسب التعريف السابق يندرج إرهاب الدولة في تعريف الإرهاب ; لأنّهم لم يقيّدوا ، ولم يستثنوا من هذا التعريف إرهاب الدولة.
الإرهاب والإيدلوجية
التعريف الخامس للإرهاب هو : « أيدلوجية وقناعات تبرّر العنف الفتّاك لردع المعارض السياسي » ، هذا التعريف التحيّز فيه واضح من قبل واضع القانون ; لأنّه يصف عقيدة مّا بأنّها إرهاب ، كأن يعتقد قوم أنّ دولة أُخرى أو قوميّة أُخرى يجب أن تباد ، فهذا التعريف يعتبر نفس هذه العقيدة قنبلة ملغومة أو سلاح فتّاك قد ينطلق في أيّ وقت لإبادة الطرف الآخر ، ومن ثمّ فإنّ هذه الأيدلوجية التي تبرّر العنف تجاه الطرف الآخر يطلق عليها إرهاب ، فإذا كان المقصود من الأيدلوجية في هذا التعريف الدين ، فسنبيّن في ما يأتي ، ما هي ضابطة الإرهاب ، وما هو ميزان الإرهاب؟
وهناك نقاش محتدم بين الدول حول تحديد الأُسس القانونية لمفهوم الإرهاب ، وهناك الكثير من المزايدات والمغالطات في أروقة الأُمم المتّحدة أو في الفضائيات أو غيرها من وسائل الإعلام التي تعمل على إضفاء أجواء غائمة قاتمة حول مفهوم الإرهاب ، وعدم وضع النقاط على الحروف في ما هو غائم في مفهوم الإرهاب.