شبهة أنّ المدح والذم يمثّلان اعتباراً أدبياً وليس وجوداً حقيقياً
والشبهة الأُخرى هي أنّ المدح والثناء يمثّلان الحسن ، والذم يمثّل القبح ، وهذا يمثّل إنشاءً أدبياً وليس وجوداً خارجياً.
الدول الغربية تحاول السيطرة على وسائل الإعلام
نحن نرى أنّ الدول الغربية تحاول السيطرة على وسائل الإعلام ، ويزعجها أيّ خروج على ما تريد تخطيطه ، ومثال ذلك : منع قناة المنار الفضائية في الدول الأوربية ، والحجاب الإسلامي يمنع في بعض البلدان الغربية ، وهذا لا يمثّل خطأ في نظرهم ; لأنّهم يعتبرون أنّ الثقافة الإسلامية تمثّل خطراً عليهم ، والتضييق على المسلمين في أمريكا ليس ناشئاً من مشكلة ١١ سبتمبر ، وإنّما هو خوف أمريكا على هويّتها من الإسلام ، وإنّ الإرهابيين قدّموا خدمة جليلة لأمريكا مكّنتها من محاصرة الإسلام ، وتجميد الأرصدة المالية التي تهدف إلى نشر الإسلام في أمريكا حيث وفّر الإرهابيون الذريعة للغرب لمحاربة الإسلام وتعطيل مشاريعه.
الجواب على هذه الشبهات
الشبهة الأُولى تقول : « إنّ العدل أمر أدبي ولا وجود له في الخارج » ، وهذه الشبهة قد طرحها أبو الحسن الأشعري منذ ذلك الزمان (١) ، وهذه الفكرة تخدم سلاطين الجور ; لأنّهم حين يجورون فإنّ العدل هو أمر أدبي لا يتناقض مع جورهم ، وحينئذ يجدون مخرجاً من جورهم.
كيف يكون المدح أمراً أدبياً؟ أنت حينما تحمد الله عزّ وجل فهل هذا الحمد يكون شيئاً أدبياً أم أمراً واقعياً؟
__________________
١ ـ كتاب اللمع : ١١٥. شرح المقاصد ٤ : ٢٨٢.