الظروف الصعبة ـ أن يربّوا طائفة من الأُمّة على الوعي العقائدي الثقافي المبني على الأُسس السليمة ، وهذا الأمر بمثابة المعجزة التي تحققت رغم الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها الأجهزة الحاكمة آنذاك.
أثر أخلاقيات أهل البيت عليهمالسلام على شيعتهم بعد عدّة قرون
نلاحظ أنّ بعض البدو والفلاّحين الشيعة ، كما هو واضح في شيعة العراق الطيّبين البسطاء ، لديهم من الأخلاقيات التي اكتسبوها من أهل البيت عليهمالسلام ما لا يمتلكه الكثير ممّن دخلوا الجامعات وعاشوا الحضارات ، ونلاحظ أنّ الشيعة لا يستحلّون دماء الآخرين وإن اعتدي عليهم ، وهذا ما يحصل في العراق اليوم ، وهذه التربية المثالية هي تربية أهل البيت عليهمالسلام ، وهذه التربية التي يعيشها الشيعة في العراق ليست تربية المرجعية في النجف فحسب ، وإنّما هي تربية موروثة من الأئمة عليهمالسلام ، هذا في وقت الذي نرى فيه أنّ لغة القصاص والانتقام هي اللغة السائدة في كلّ مكان ، وفي كلّ يوم يراق الدم الشيعي في العراق ، ولا زال الشيعة ـ هناك ـ يفتحون باب الحوار ، وهذه هي تربية سيد الشهداء عليهالسلام ، والشعارات التي يطلقها الغرب ، مَن الذي يجسّمها ويجسّدها؟ أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام هم الذين يجسّدون هذه الشعارات الإنسانية ، وهذه ظواهر برهانية وإعجازية ; لأنّ البشرية التي وصلت إلى هذا الأفق من الشعارات والقوانين التي تنادي بها ، من الحريّة والسلم المدني والمحافظة على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ، يأتي هذا المجتمع البسيط على سجيّته وفطرته يجسّد كلّ هذه المعاني العالية.
العدل له وجود تكويني
الآن سننطلق للمحور الأوّل لبحث العدالة الاجتماعية ، فنقول : إنّ العدل من أصول الدين ، وهل من الممكن أن تكون أصول الدين أموراً اعتبارية؟! والعدل