إلى علمه علوم الحكماء » (١) ، وتفعيل العقل الجمعي والعلم الجمعي ببنوده وهياكله الحديثة أمر مرحّب به ، ويحبّذه القرآن والإسلام وعهد الإمام علي عليهالسلام لمالك الأشتر.
خطر طغيان الميول النفسية الجمعية
أمّا إذا طغت الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي فهنا يكون المؤشّر خطيراً ، وقد حدّثنا التاريخ والقرآن عن حوادث طغت فيها الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي ، كما حدث لقوم نوح عليهالسلام وقوم لوط عليهالسلام الذين كانوا يمارسون تلك الفاحشة التي تهدّد استمرار النسل البشري ، وتوجب انتشار الجريمة ، وتهدّد النظام الاجتماعي بأكمله ، وكذلك قوم شعيب عليهالسلام الذين طغوا في الميزان والمكيال ـ وليس المقصود من المكيال خصوص المكيال الاقتصادي ـ وإذا طغت الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي فسنفقد صمّام الأمان ، وصمّام الأمام يتمثّل فيما ذكرته الآية : ( فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) (٢) ; لأنّ العقل الجمعي قد يضعف أمام الميول النفسانية الجمعية ، وفي الحديث النبوي : « لن تقدّس أمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القوي غير متمتع » (٣) ، وهذه من الأوسمة البارزة لاستعلام العدالة البشرية في الحديث النبوي.
الشعب الصيني والشعب الياباني والميول النفسية
الشعب الصيني بتوجّس خيفة من اليابانيين ; لأنّ عندهم ميمول نفسية تجعلهم يعتقدون أنّ من المفروض أن يكون أصحاب العرق الياباني لهم السيطرة على
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٤ : ١٥٢٥ ، الحديث ٩٨٦٣.
٢ ـ الحشر (٥٩) : ٧.
٣ ـ نهج البلاغة ، رسائل أمير المؤمنين رقم ٥٣.