الخلاف ، إذن الإفراط في نقاط الاتفاق يعمي عن نقاط الاختلاف ، وإذا غلبت نزعة الفرقة ربما اتهمت الدين الآخر بما ليس فيه من أجل إسقاطه وتوهينه ، ويكون الإفراط في نقاط الاختلاف يعمي عن نقاط الاتفاق أيضاً.
وما قلناه في الخلاف بين الأديان نقوله في التقريب بين المذاهب. ونحن لسنا بصدد رفض حوار الأديان أو تقريب المذاهب ، ولكن يجب أن يكون هذا الحوار وهذا التقريب مبنيّاً على حالة التوازن والموضوعية ، فالتعدّد في الآراء والقناعات والمسائل العقلية والعقائدية ، وفي مقابل هذا التعدّد هناك نقاط مشتركة بين المذاهب والأديان ، وكذلك على الصعيد الإنساني.
وغياب الحوار له آثار سلبية على البشرية ، فعلى سبيل المثال : توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في أكثر من بلد نتيجة وجود خلافات ، وغياب حالة الحوار التي تحافظ على أرواح وأموال الناس من هاتين الديانتين.
يجب أن تكون نقاط الاتفاق حقيقية وواقعية لا مختلقة ولا مصطنعة
يجب أن لا نفتعل نقاط اشتراك وهي غير موجودة ، وذلك لخلق حالة الحوار ; لأنّها ليست واقعية وحقيقية ، فيكون الحوار قائماً على أساس هش ، ومن الصعب الاستمرار على حوار قائم على أساس غير واقعي ، ومن الأُمور الصحيحة أن نعترف بنقاط الاختلاف بصورة واقعية وجدّية ، وأن نركّز على نقاط الاشتراك الواقعية والصحيحة لا المختلقة والمصطنعة ، ونحن لا ننفي أنّ المجاملة في الحوار لها ثمرة طيّبة ، وتعمل على إزالة أجواء التوتّر وإخماد الفتنة ، وتخلق جوّاً من الود ، ولكننا ندعوا أن يكون الحوار مبنيّاً على أُسس صحيحة.
يجب أن يعالج الحوار أسباب الفتنة
الحوار يجب أن يبحث عن أسباب الفتن وبؤر التوترات ، فمثلا : ما يحدث من