مواقف قضائية تجاه الأحداث التاريخية ، وهم يعترضون على الشيعة بحجّة أنّ ذلك يوجب الشحناء والبغضاء في صفوف الاُمّة الإسلامية ، وإثارة النعرات الطائفية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تأليف القلوب وتوحيد الصفوف أمام التحدّيات الراهنة.
ونحن سنجيب على هذا الإشكال ، وذلك من خلال الآيات القرآنية الشريفة والسنّة المطهّرة والأدلة المتّفق عليها بين الفريقين والدليل العقلي والقانون البشري ، كل هذه الأُمور تحثّ الإنسان على نبش التاريخ والتنقيب عنه واتخاذ مواقف ممّا حدث في التاريخ.
سنّة الرثاء في القرآن الكريم
وقد تكلّمت في العالم الماضي عن سنّة قرآنية عظيمة ، ولم أقف على من ذكر هذه السنّة القرآنية ـ في حدود استقصائي ـ ولم أقف على من آثار هذه الدلالة القرآنية من علمائنا ـ فضلا عن علماء المذاهب الاُخرى ـ ألا وهي استعراض القرآن الكريم للظلامات التاريخية ابتداءً من قصّة هابيل وقابيل (١) ومروراً بأصحاب الأُخدود (٢) وقتل الأنبياء (٣) ومظلومية النبي يوسف (٤) وأصحاب الكهف الذين وحّدوا الله بفطرتهم (٥) ، ولم يكونوا ينتسبون إلى دين من الأديان ، « كما هو أحد الآراء التفسيرية » ، وللأسف لم أسمع أحداً من الأُدباء من أتباع الإمامية من طرق هذا الباب ، وهذا السبق سبق أدبي وسبق قرآني وسبق تربوي وسبق
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ٢٧ ـ ٣١.
٢ ـ البروج (٨٥) : ٤ ـ ٨.
٣ ـ البقرة (٢) : ٦١.
٤ ـ يوسف (١٢) : ٤ ـ ٣٣.
٥ ـ الكهف (١٨) : ٩ ـ ٢٦.