إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (١) ، وأنّ الذي يقوم بالعدل في النظام الاجتماعي هم هؤلاء الشهداء الذين هم عِدل الكتاب ، والذين يعون الكتاب كلّه ولا يعيه أحد غيرهم من هذه الأُمّة ، وهذه الآية التي يردّدها المسلمون كثيراً : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) ، كآية ترمز إلى أُصول العدل في النظام الاجتماعي ، وقبلها آية تشير إلى الثقلين لكي تتضح الصورة عند المسلمين ، وجعل الله هذه الثروات في يد أهل البيت عليهمالسلام ( كَىْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ) ، وهذا التعبير هو نفس التعبير الذي ورد في سورة النحل ، حيث قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ).
عهد الإمام علي عليهالسلام لمالك الأشتر أحد نماذج العدل
فالعدل يقام على يد المعصوم ، وهذا العدل يتمثّل بنموذج عهد أمير المؤمنين عليهالسلام لمالك الأشتر الذي يحتوي على بعض الأُمور التي لم تذكر في أدبيات الحقوق والقانون ، والتي تمثّل تحدّياً علمياً في مبادىء نداءات أهل البيت عليهمالسلام التي لا بدّ للبشرية من الإقرار بها ، وأهل البيت عليهمالسلام قد رفعوا شعارات منذ ذلك الحين ، وهي تطابق ما تطالب به البشرية الآن من العدالة وحقوق الإنسان والنظام الواحد وغيرها ، والتي تعتبر من الشعارات التي يعتبر العالم الغربي مجبوراً عليها من أجل أن يحسّن صورته أمام العالم ، ولكنّه لا يطبّقها في الواقع ، ولا تجد مثل هذه الشعارات في الإنجيل المحرّف أو التوراة المحرّفة ، وغيرها من الملل والنحل ، ولا تجده عند المذاهب الإسلامية الأُخرى غير مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وما تطالب به البشرية لا تجده إلاّ في مذهب أهل البيت عليهالسلام ، وهذا من الإعجاز العلمي ، وهذا من تدبير الإمام المهدي (عجّل اللّه فرجه الشريف) سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر ، حيث يقود البشرية للاعتراف بشعارات لا يقرّ بها الإنجيل
__________________
١ ـ الحشر (٥٩) : ٧.