طبعاً أصل هذه الإثارة حول الجهاد الابتدائي أو جهاد الدعوة ، لها منشأ مرتبط بالموروث التاريخي المتعلّق بالفتوحات الإسلامية ، وهذا البحث يتصل بالفتوحات ، كما يتصل بموقف علي عليهالسلام ، حيث انكفأ في حكومته على الإصلاح الداخلي ، والتركيز على السياسة الداخلية ، وترتيب أوراق الوضع الداخلي.
ذكرنا في الليلة الماضية مجمل الأدلّة التي استند إليها بعض الكتّاب في نفي وجود لغة العنف في الدعوة الإسلامية ، وأنّه ليس هناك ما يدعو للقتال والعنف والقوّة وقهر الآخرين وإجبارهم على الدخول في الدين الإسلامي.
قوى الاستكبار وآيات الجهاد
هذا الأمر جدّيٌ جدّاً ، وملحّ في الوسط الدولي ، ونحن نلاحظ أنّ أمريكا والعالم الغربي يريدون إقناع العالم بأنّ هذا الأمر يعتبر أمراً إرهابيّاً ، ولابد من الضغط على المسلمين من أجل حذف هذه الآيات من القرآن الكريم والشريعة الإسلامية والفقه الشرعي.
فالمسألة من الخطورة بمكان بحيث تتجاوز مرحلة التنظير والبحث النظري ، بدل يراد لها أن ترسوا على خطوات خطيرة جدّاً ، إذ ينبغي على فقهاء الشريعة أن يفهموا هذه الإشكالية بعمق ، وأن تتمّ دراستها دراسة مستفيضة ، والردّ عليها بشكل قوي ، لأنّ هذه المسألة ليست مسألة نظرية ، وليست ثرثرة فكرية ، بل هي مسألة قد أخذت طابعاً عمليّاً إلى درجة أنّ بعض البلدان الآن تمنع قراءة آيات الجهاد في الإذاعة والتلفزيون والمحافل العامّة ، وأنّ هناك توصية غربية مفروضة على بعض البلدان الإسلامية لكي تمنع قراءة آيات الجهاد ، وحذفها من المناهج الدراسية.
الإسلام ليس مسؤول عن المخالفات الشرعية التي يقوم بها المسلمون
في البدء لابد أن نستعرض التنظير العلمي لهذه القضية ، وهناك فرق بين البحث