فهذه الذرية مؤهّلة لأن ترتبط بالله ، وهذه الذرية واصطفاؤها ذكرها القرآن ، فلِمَ يستنكر علينا أن نؤمن بأنّ الله اصطفى آل محمّد؟!
إذاً إنّ الذين أنعم الله عليهم دون غيرهم هم أهل البيت عليهمالسلام ، وهم عليهمالسلام الذين ينطبق عليهم قوله تعالى ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) ، فهذا الوصف ينطبق على أهل البيت عليهمالسلام ، وحتّى بعض الصحابة الكبار من البدريين الذين قاتلوا مع الرسول في بدر نزل فيهم قول الله تعالى ( لَوْلاَ كِتَابٌ مِنْ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١).
فلولا أنّ الله قد أخذ على نفسه أن لا يعذّب المسلمين ورسول الله فيهم لعذّبهم ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٢) ، فإذا كان هذا حال البدريين فما حال سائر المسلمين.
والذين كانوا مع رسول صلىاللهعليهوآله في معركة أُحد لامهم وغضب عليهم ثمّ عفا عنهم لوجود الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بينهم ، أمّا أهل البيت عليهمالسلام فلم يغضبوا الله تعالى ، وهذه هي العصمة العملية ، وهذا ما تثبته سورة الفاتحة لأهل البيت عليهمالسلام ، وليس كما يتّهموننا بأنّ أفكارنا أتى بها عبد الله بن سبأ.
( وَلاَ الضَّالِّينَ ) كيف نهتدي بهداة قد يضلّون عن الحق ، ويخرجون من الإيمان إلى الفسق ولو في بعض الأُمور ، وهؤلاء هم الذين لا تنطبق عليهم العصمة ، وأمّا المعصومون فهم منزّهون عن الخطأ وينطبق عليهم ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ).
__________________
١ ـ الأنفال (٨) : ٦٨.
٢ ـ الأنفال (٨) : ٣٣.