عليهماالسلام جميعا ، وكان الحسن عليهالسلام إمامه فدخل رجل يوم عرفة على الحسن عليهالسلام ووهو يتغدى والحسين عليهالسلام صائم ، ثم جاء بعدما قبض الحسن عليهالسلام فدخل على الحسين عليهالسلام يوم عرفة وهو يتغدى وعلي بن الحسين عليهماالسلام صائم ، فقال له الرجل : إني دخلت على الحسن عليهالسلام وهو يتغدى وأنت صائم ، ثم دخلت عليك وأنت مفطر؟ فقال : إن الحسن عليهالسلام كان إماما فأفطر لئلا يتخذ صومه سنة وليتأسى به الناس فلما أن قبض كنت أنا الامام فأردت أن لا يتخذ صومي سنة فيتأسى الناس بي ».
١٨١١ ـ وروى حنان بن سدير ، عن أبيه قال : « سألته (١) عن صوم يوم عرفة فقلت : جعلت فداك إنهم يزعمون أنه يعدل صوم سنة قال : كان أبي عليهالسلام لا يصومه ، قلت : ولم جعلت فداك؟ قال : يوم عرفة يوم دعاء ومسألة فأتخوف أن يضعفني عن الدعاء وأكره أن أصومه ، وأتخوف أن يكون يوم عرفة يوم الأضحى وليس بيوم صوم ».
قال مصنف هذا الكتاب ـ رحمهالله ـ : إن العامة غير موفقين لفطر ولا أضحى و إنما كره عليهالسلام صوم يوم عرفة لأنه كان يكون يوم العيد في أكثر السنين (٢) و تصديق ذلك :
__________________
(١) يعنى أبا جعفر عليهالسلام كما صرح به في التهذيب ج ١ ص ٤٣٦.
(٢) قال سلطان العلماء : « الاشتباه وقع بين عرفة والعيد غضبا من الله تعالى على العامة وأكثر أيام عرفتهم يوم العيد في الواقع فأفطر عليهالسلام يوم عيدهم هربا من صوم العيد الواقعي وذلك لا ينافي استحباب صوم يوم عرفة الواقعي ». وقال استاذنا الشعراني مد ظله : لا يخفى أن هذا مخالف لأصول مذهبنا لان اشتباه عرفة بالعيد إن كان من الله تعالى غضبا عليهم فلا مؤاخذة عليهم وان لم يكن بسب ذلك مؤاخذة عليهم فكيف يكون غضبا ، وإنما يصح ذلك على أصول المجبرة والغالب في عصرنا ان الاختلاف في رؤية الأهلة بين بلادنا وبلاد الحجاز إنما هو في تقديم يوم عيدهم على عيدنا فلا يمكن أن يحمل مضمون الرواية على نظير هذا الاختلاف فإن مقتضى الرواية تأخير الرؤية عندهم عن الهلال الواقعي على عكس ما يقع في أيامنا ، واعلم أنه يمكن تقديم الرؤية بيوم في البلاد الغربية بالنسبة إلى الشرقية على ما هو مبين في علم التنجيم ـ انتهى كلامه لاضحى ظله ـ.