مسلم قطّ إلّا صدّقه الله وأهل سماواته (إِيّاكَ نَعْبُدُ) إخلاص العبادة (وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) صراط الأنبياء ، وهم الذين أنعم الله عليهم (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) اليهود (وَلَا الضّالِّينَ) النصارى» (١).
ويدلّ عليه في سائر السور صحيحة معاوية بن عمّار ـ المرويّة عن التهذيب ـ قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إذا قمت إلى الصلاة أقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ قال : «نعم» قلت : إذا قرأت فاتحة الكتاب أقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) مع السورة؟ قال : «نعم» (٢).
وعن الكافي (٣) نحوه بأدنى اختلاف في التعبير.
ورواية يحيى بن [أبي عمران الهمداني] (٤) ـ المرويّة عن الكافي ـ قال : كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في صلاته وحده في أمّ الكتاب ، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها ، فقال العبّاسي : ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطّه «يعيدها ـ مرّتين ـ على رغم أنفه» يعني العبّاسي (٥).
قوله : «مرّتين» يحتمل أن يكون من كلام السائل متعلّقا بقوله : «كتب» فيكون ضمير «يعيدها» عائدا إلى الصلاة. ويحتمل أن يكون من كلام الإمام عليهالسلام متعلّقا بـ «يعيدها» أي يعيد السورة أو البسملة مرّتين : مرّة في
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ٢٢ / ١٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٩٢ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ / ٤٠.
(٢) التهذيب ٢ : ٦٩ / ٢٥١.
(٣) الكافي ٣ : ٣١٢ ـ ٣١٣ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٥.
(٤) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «أبي عمير الهذلي». والمثبت كما في المصدر والحدائق الناضرة ٨ : ١٠٥ وكتب الرجال.
(٥) الكافي ٣ : ٣١٣ / ٢ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٦.