جميع الصلوات ، وهو خلاف الواقع ، لأنّ التفصيل قاطع للشركة (١). انتهى.
وسوق تعبيرهما يشعر بأنّهما حملا كلمات الأصحاب على ما ذكراه في تفسير الجهر والإخفات من دوران صدقهما مدار اشتمال الكلام على الصوت الذي به يمتاز الجهر عن الإخفات عرفا ، وعدمه ، لا على سماع الغير وعدمه.
ولكنّك خبير بأنّ بعض كلماتهم آبية عن هذا الحمل ، كالعبارتين المتقدّمتين (٢) المحكيّتين عن السرائر والمنتهى.
وكيف كان فالحقّ الذي لا مجال للارتياب فيه هو أنّ المدار على تسميته جهرا أو إخفاتا في العرف ، وهي لا تدور مدار سماع الغير وعدمه ، بل العبرة فيهما بإظهار جوهر الصوت وإخفائه ، فهو المدار في هذا الباب ، كما حكي عن المحقّق الأردبيلي أيضا التصريح بذلك (٣) ، بل في الحدائق :الظاهر أنّه قول كافّة من تأخّر عن المحقّق والشهيد الثانيين (٤) ؛ إذ المرجع في مثل هذه المفاهيم ـ التي لم يرد فيها حدّ تعبّديّ شرعيّ ـ هو العرف ، فلا يرفع اليد عن المحكمات العرفيّة بالكلمات المتشابهة الصادرة من الأعلام في تحديد مثل هذه المفاهيم.
ولا عبرة بما ادّعوه في العبائر المتقدّمة من الإجماع على ما ذكروه في حدّهما ، لا لمجرّد عدم حجّيّة الإجماع المنقول خصوصا مع مصير جلّ
__________________
(١) روض الجنان ٢ : ٧٠٣ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ١٣٩.
(٢) في ص ٢٦٢.
(٣) مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ٢٢٦ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٨ :١٣٩.
(٤) الحدائق الناضرة ٨ : ١٣٩.