الجالس ، كما حكي عنه ذلك (١) ، فكأنّه قال : حدّ العجز أن لا يتمكّن من القيام أصلا ولو ماشيا.
وكيف كان فمستند هذا القول خبر سليمان بن حفص المروزي قال :قال الفقيه عليهالسلام : «المريض إنّما يصلّي قاعدا إذا صار بالحال التي لا يقدر فيها أن يمشي مقدار صلاته إلى أن يفرغ قائما» (٢).
وأجيب (٣) عنه : بقصور الخبر المزبور سندا ودلالة عن معارضة المستفيضة المتقدّمة (٤) الناطقة بأنّه لا حدّ له ، وأنّ الإنسان (عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ).
أمّا سندا : فواضح.
وأمّا دلالة : فلقوّة احتمال كون المقصود بالرواية بيان عدم تحقّق العجز عادة ما لم يبلغ ضعف المريض إلى هذا الحدّ ، حيث إنّ الغالب كون الصلاة قائما ولو معتمدا على عصا أو حائط ونحوه ميسورة لمن قدر على المشي بقدرها ، دون من لم يقدر على ذلك ، فهي منزّلة على الغالب (فلم يقصد) (٥) بها ضابطة تعبّديّة يدور مدارها الحكم نفيا وإثباتا كي تنافي الأدلّة المتقدّمة.
وقد ظهر بما أشرنا إليه ـ من أنّ الغالب كون القادر على المشي بمقدار صلاته متمكّنا من أن يصلّي واقفا ولو مستندا إلى شيء ـ ضعف الاستدلال بهذه الرواية لترجيح صلاة الماشي على القاعد ـ كما حكي عن
__________________
(١) راجع الهامش (٣) من ص ٤٠.
(٢) التهذيب ٣ : ١٧٨ / ٤٠٢ ، الوسائل ، الباب ٦ من أبواب القيام ، ح ٤.
(٣) المجيب هو صاحب الجواهر فيها ٩ : ٢٥٩.
(٤) في ص ٣٦ و ٣٧.
(٥) بدل ما بين القوسين في الطبعة الحجريّة : «لا أنّه قصد».