مخيّرا بينه وبين التحميد ؛ تعويلا على ما عن البحار (١) وغيره (٢) من دعوى الإجماع عليه ؛ لجواز كون الكلّ حسنا ، كما نصّ عليه في المدارك (٣) ، فتكون من قبيل المستحبّات المتزاحمة ، ويكون الأمر بالتحميد في الخبرين (٤) إمّا لكونه أولى ، أو أنسب بحالهم من حيث المماشاة مع العامّة ، أو غير ذلك من الجهات المقتضية لتخصيص بعض المستحبّات المخيّر فيها بالطلب.
ويمكن الاستدلال لاستحباب «سمع الله لمن حمده» لكلّ من يصلّي مطلقا إماما كان أو مأموما أو منفردا ـ مضافا إلى الإجماعات المحكيّة ـ بما عن الكليني رضياللهعنه بإسناده عن المفضّل قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك علّمني دعاء جامعا ، فقال لي : «احمد الله فإنّه لا يبقى أحد يصلّي إلّا دعا لك ، يقول : «سمع الله لمن حمده» (٥) فإنّه وإن لم يكن مسوقا لبيان الإطلاق من هذه الجهة إلّا أنّه يفهم منه مشروعيّة هذا الدعاء في مطلق الصلاة الصادرة من كلّ من يصلّي ، فإنّ سوق التعبير يشعر بأنّ المراد منه أنّه لا يصلّي أحد إلّا وهو يدعو لك ، لا أنّه لا يبقى أحد إلّا ويصدر منه الدعاء لك ولو في بعض صلاته.
وربما يستدلّ له أيضا بإطلاق صحيحة زرارة ، المتقدّمة (٦).
__________________
(١) راجع الهامش (٤) من ص ٤٦٨.
(٢) راجع الهامش (٣) من ص ٤٦٨.
(٣) مدارك الأحكام ٣ : ٣٩٩.
(٤) المتقدّمين في ص ٤٦٨ و ٤٦٩.
(٥) الكافي ٢ : ٥٠٣ / ١ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب الركوع ، ح ٢.
(٦) في ص ٤٥٨ و ٤٦٨.