على أحد جنبيه.
هذا ، مع أنّا قد أشرنا إلى أنّ المتبادر من إطلاق الإيماء الوارد في سائر الأخبار الواردة في المستلقي وغيره إنّما هو الإيماء بالرأس ، بل بعضها ـ كقوله عليهالسلام في مرسلة الفقيه الأولى : «استلقى وأومأ إيماء ، وجعل وجهه نحو القبلة ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه» (١) ـ كالنصّ في ذلك ؛ إذ لا معنى للأخفضيّة في تغميض العينين ، فمقتضى الجمع بينها وبين مرسلة (٢) [محمّد بن] (٣) إبراهيم : صرف هذه المرسلة إلى صورة العجز عن الإيماء بالرأس إن لم نقل بانصرافها في حدّ ذاتها إليه بواسطة المناسبات المغروسة في الأذهان ، القاضية بعدم التخطّي عن الإيماء بالرأس لدى التمكّن منه إلى التغميض.
ويحتمل قويّا ابتناء ما في هذه المرسلة من الإطلاق على التوسعة والتسهيل إرفاقا بحال المستلقي ، فيجمع بينها وبين غيرها ـ ممّا ظاهره الإيماء بالرأس مع الإمكان ـ بالحمل على التخيير ، وكفاية كلّ من الأمرين لدى التمكّن منهما توسعة على المستلقي.
ولكنّ الأوّل مع أنّه أحوط أوفق بالقواعد ؛ فإنّ صرف كلّ من الدليلين عن ظاهرهما من الوجوب العيني أبعد في مقام الجمع من ارتكاب هذا النحو من التقييد في المرسلة ، إلّا أنّه ربما يقرّب احتمال التخيير إطلاق الأمر بالإيماء وجعل سجوده أخفض من ركوعه في المرسلة (٤) الأولى ؛ فإنّ
__________________
(١) تقدّم تخريجها في ص ٥٠ ، الهامش (٥).
(٢) تقدّم تخريجها في ص ٥٩ ، الهامش (٣).
(٣) ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٤) تقدّمت المرسلة في ص ٥٠.