إبراهيم برواية المشايخ الثلاثة ، إلّا أنّ موردها الاستلقاء ، ومورد الإيماء بالرأس في الروايات المتقدّمة الاضطجاع على أحد الجنبين ، والأصحاب قد رتّبوا بينهما في كلّ من الموضعين ، والوقوف على ظاهر الأخبار أولى ، إلّا مع عدم إمكان الإيماء بالرأس من المضطجع ؛ فإنّه لا مندوحة عن الانتقال إلى الإيماء بالعينين ، ولعلّ الأخبار إنّما خرجت مخرج الغالب من أنّ النائم على أحد جنبيه لا يصعب عليه الإيماء برأسه ، والمستلقي لمزيد الضعف لا يمكنه الإيماء بالرأس (١). انتهى.
أقول : صعوبة الإيماء بالرأس من المستلقي ليس لمجرّد زيادة ضعفه ، بل لأنّ صدوره منه في حدّ ذاته أشقّ من صدوره من المضطجع ، كما لا يخفى.
وكيف كان فما ذكره من أنّ الوقوف على ظاهر الأخبار أولى ، يتوجّه عليه : أنّه ليس في شيء من الأخبار التي وقع فيها التصريح بالإيماء بالرأس إشعار بوروده في خصوص المضطجع ، بل قد أشرنا آنفا إلى أنّه ربما يستشعر من خبرين منها ـ وهما خبرا إبراهيم والحلبي (٢) ـ ورودهما في الجالس ، ولكنّه لا يقدح في إفادة عموم المدّعى مع إمكان إبقائهما على ظاهرهما من الإطلاق.
وأمّا مرسلة (٣) الفقيه ـ الواردة في من شبكته الريح ، التي وقع فيها أيضا التصريح به ـ فإن لم نقل بانصراف ما فيها من الأمر بتوجيهه إلى القبلة إلى النوم مستلقيا إلى القبلة فلا أقلّ في عدم ظهوره في إرادة خصوص النوم
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٨ : ٧٩ ـ ٨٠.
(٢) تقدّم خبراهما في ص ٦١.
(٣) تقدّمت المرسلة في ص ٦٠ ـ ٦١.