الإيماء كيف يصلّي وهو مضطجع؟ قال : «يرفع مروحة إلى وجهه ويضع على جبينه ويكبّر هو» (١).
وفيه : أنّ هذه الرواية وردت في العاجز عن الإيماء ، فهي أجنبيّة عن المدّعى.
نعم ، يظهر منها بدليّة الوضع لدى العجز عن الإيماء إن كان المراد به الوضع على الجبينين في حال السجود ، وهو غير واضح ، فلعلّه أراده حال الافتتاح ، كما ربما يستشعر ذلك من قوله : «ويكبّر هو» فالإنصاف أنّ الرواية غير متّضحة المفاد.
وأمّا المرسلة فقد يتأمّل في دلالتها على وجوب الوضع ؛ حيث إنّ مفاد الجواب الواقع فيها ليس إلّا صحّة هذه الصلاة التي وقع السؤال عنها ، وعدم كونه مكلّفا بأزيد من ذلك ، فمن الجائز عدم وجوب جميع ما وقع ذكره في السؤال ، وكون بعضه ـ وهو وضع شيء على جبهته ـ مستحبّا أو واجبا تخييريّا بينه وبين الإيماء ، وكونه كذلك كاف في حسن تقرير السائل وإن كان يزعم وجوبه عينا ، كما ربما يستشعر من سؤاله.
فعمدة ما يصحّ الاستناد إليه لوجوب الوضع عينا هي الموثّقة الأولى ، ولكن الالتزام بتعيّنه وقيامه مقام السجود بلا إيماء ـ كما هو ظاهر القول المنسوب إلى بعض (٢) ـ مستلزم لطرح الأخبار التي ورد فيها الأمر بالإيماء ، أو تأويلها بالحمل على صورة العجز عن وضع شيء على الجبهة ، مع أنّها أصحّ سندا وأكثر عددا وأوضح دلالة على بدليّة الإيماء مطلقا من هذه
__________________
(١) قرب الإسناد : ٢١٣ / ٨٣٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب القيام ، ح ٢١.
(٢) العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٣٣٣ ، ونسبه إليه البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ٨٢.