بارجاء ، ثمّ عزل ، وأعيد السّيّد عبد الله بن عمر ، ثمّ عزل وأسندوه إلى عمّنا عبد الله بن محسن ، وبقي عليه إلى أن مات في رمضان سنة (١٣١٣ ه).
فاجتمع الأعيان والسّلطان بدار الشّيخ أحمد بن محمّد بارجاء. وأرادوا تولية سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن .. فامتنع ، فولّوا الشّيخ أحمد بارجاء مؤقّتا ريثما يقنعوا سيّدي علوي.
فخرج سيّدي علويّ من فوره وعقد ببنت عمّنا الغائب علويّ بن محسن على السّيّد محمّد بن عبد القادر بن محسن ، وكانت له ولاية على الأنكحة ، فأشار العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ بعد خروجه على السّلطان أن يعزل كلّ متولّ غير بارجاء ، ففعل ، وعلموا بعقد شيخنا فأرسلوا الشّيخ أحمد بارجاء ليخبر ويجدّد العقد ؛ لأنّ العقد الأوّل وقع بعد عزل العاقد ، فقال لهم شيخنا : إنّ القاضي لا ينعزل بنفس العزل ، ولكن ببلوغ الخبر ، فالعقد على صحّته ، فلم يستأنف ، وكنت أنا ممّن شهد ذلك.
وكان السّيّد محمّد بن حامد (١) يرشّح نفسه له ـ بعد عمّنا ـ والنّاس لا يعدلون أحدا بشيخنا علويّ بن عبد الرّحمن ، وهو مصمّم على الامتناع من قبوله ، فلم يكن من الأعيان إلّا أن اجتمعوا ثانيا اجتماعا مشهودا من سائر النّاس في منزل السّيّد شيخ بن محمّد بن شيخ بن عبد الرّحمن السّقّاف (٢) ، وأقرعوا ثلاث مرّات بين الاثنين ، والقرعة تخرج عليه في الثّلاث بحيلة مدبّرة من اللّيل بين السّيّد شيخ بن محمّد بن عبد الرّحمن والشّيخ عمر جوّاس ، وبعد خروجها عليه ثلاث مرار .. لم يكن له بدّ من القبول.
وقد سار سيرة حميدة ، أتعب بها من بعده ، وأزرى على بعض من كان قبله ، ولم
__________________
(١) المتوفى بمكة عقب حج سنة (١٣٣٨ ه) ، وهو والد السيد عبد الله مؤلف «تاريخ الشعراء» ، ترجمته في «تاريخ ابنه» (٤ / ٢١٩ ـ ٢٤٤) ، وفي «التلخيص» (٩٠).
(٢) من آل عبد الرحمن بن سقاف بن محمد .. مولده سنة (١٢٤١ ه) ، ووفاته في رمضان (١٣١٦ ه). «التلخيص» (٥٦ ـ ٥٧).