تعتمد هذه النظرية على أساسين :
١ ـ إنَّ الإنسان لا يستطيع أن يحيط بالحقيقة بمفرده.
٢ ـ إنّ الإنسان وإن قدر على إدراك بعض الحقيقة ، ولكن لا يستطيع إدراكها كلّها.
العلماء جميعاً يبحثون عن الحقيقة ، سواءً كانوا من العلماء الذين يؤمنون بالغيب أو كانوا من العلماء الماديين ; لأنّهم يؤمنون بالعلوم التجريبية بحثاً عن الحقيقة.
القائلون بهذه النظرية يقولون بما أنّك لا تستطيع أن تدرك الحقيقة بمفردك ، وأنّك إذا أدركت بعضها لا تدركها كلّها ، إذاً فالآخرين أيضاً يمتلكون سهماً من الحقيقة ، فالحقيقة أشبه ما تكون بالشركة المساهمة بعض أسهمها عندك والأسهم الأُخرى عند الآخرين ، ومن هنا لا يحق لك أن تخطّىء الآخرين ، وتفنّد آراءهم من منطلق تعدّد الإدراك ونسبية إدراك الحق أو الحقيقة ، فكل رأي من الآراء ـ في نظرهم ـ يجب أن يكون في دائرة الاحتمال ، وهناك من تأثّر بهذه النظرية ، فقال : إنّ كلّ الأديان حق ، وكلّها توصل إلى الله تعالى ، بحجّة أنّ الإسلام أو نبي الإسلام لا يملك كلّ الحقيقة ، ومن هنا قبلوا بتعدّد الأديان ، وأنّها كلّها حق.
وهذه النظرية تكون مفيدة إذا وضعت لها شروط ، وقيّدت بقيود معيّنة ، أمّا تركها على إطلاقها فذو نتائج سلبية مهلكة ، وعلى سبيل المثال فسح المجال أمام الشذوذ الجنسي بعنوان الحرية ، وتعدّد الآراء ، فتكون النتيجة أنّك لا تستطيع أن تمنع هذه الحالة ; لأنّك لا تملك الحقيقة ، وإذا عرفت شيئاً منها فإنّك لن تحيط بها كلّها وهذه النظرية تجتاح الكثير من المباحث ، فهناك من يؤمن بالاستنساخ للفرد البشري رغم مضارّه الجمّة بالحجّة نفسها ، والجدير بالذكر أنَّ لكلّ نظرية عدّة اتجاهات ولها منظورها وآراؤها وفرقها ، ولكن نحن نركّز على الفكرة الرئيسية