المتغيّرات؟ وهذا السؤال لا يجد جواباً إلاّ عند مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، بحيث تعتقد أنّ الإمام عند علم الكتاب كلّه ، ومن هنا نحن نقول : إنّ هذا المقام يعدل مقام أُولي العزم من الأنبياء السابقين عليهمالسلام ، وإن كنت لست في مقام إثبات هذا الأمر إلاّ أنّها إشارة معترضة ; لأنّ الذي يحيط بأُسس شريعة وأُصول عامّة تغطّي المتغيّرات لملايين البشر حتّى يوم القيامة ، هوالذي يستطيع الإحاطة بعلم الكتاب كلّه ، وهذا علمه يزيد على علم الأنبياء السابقين ، والفترة التي كانت فيها شرائع الأنبياء السابقين شرائع محدودة بفترة معيّنة قد تطول أو تقصر ، وكلّها نسخت بشريعة النبي ، فالذي يقوم مقام النبي في خلافته ـ باستثناء النبوّة ـ في تغطية حاجيات البشر من خلال المتغيّرات التي تطرأ على البشر ، فهو الحافظ للشريعة ، كما يعرّفه الإمامية بهذا التعريف باعتباره القادر على تغطية الشريعة للمتغيّرات.
التأويل لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم ، وللتأويل معان عديدة ، منها : تطبيق الأُسس على المتغيّرات ، كما حدث بين موسى عليهالسلام والخضر في قضية السفينة والغلام والجدار التي يذكرها القرآن في سورة الكهف ، بحيث يكون الانطباق بين الشريعة والمتغيّرات انطباقاً يقينياً يؤثّر في مستقبل القضية ، فبقاء الجدار وعدمه ، وبقاء الغلام وعدمه ، وخرق السفينة وعدمها ، يترتب عليه أُمور عديدة ونتائج مختلفة ، ولو بقي هذا الغلام لانقطع نسل سبعين نبياً ، كما ورد في بعض الروايات التي يرويها الفريقان (١) ، أي : سيحدث منعطف خطير في حياة البشرية لو قدّر لهذا الغلام أن يبقى.
__________________
١ ـ تفسير نور الثقلين ٣ : ٢٨٦ ، ذيل سورة الكهف ، الحديث ١٧١ ـ ١٧٤.
روح المعاني ٨ : ٣٣٤ ، ذيل الآية ٨١ من سورة الكهف.