والحماس على أنواع : فقد يكون حماساً متصلا باللّعب والحرص والطمع ، وقد يكون متصلا بالعمل والجدّ ، وقد يتصل بأُمور دنيوية ، ولكن الحماس في الشعائر الحسينية ، فهو أمرٌ مختلف ، لأنّه يتصل بالحزن على سيد الشهداء.
والوجه الثالث :
والوجه الثالث للشعائر الحسينية ، هو وجه المباديء والقيم النبيلة التي استشهد من أَجلها الإمام الحسين عليهالسلام ، ومن المعروف أنّ الإمام الحسين عليهالسلام هو أكثر إمام من الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، ورد الحثّ على زيارته ، وهذه الزيارات المأثورة تشدّ الزائر إلى المعاني التي من أجلها استشهد الحسين عليهالسلام ، « لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ولم تُلبسك من مُدلهمّات ثيابها وأُشهد أنّك من دعائم الدين وأركان المؤمنين » (١).
وقد ورد من آداب الزيارة للحسين أن لا يملأ الزائر بطنه بالطعام والشراب ، بل يكون جائعاً وعطشاناً (٢) ، لكي يعيش أجواء استشهاد الحسين عليهالسلام المقتول عطشاناً ، وقد أنّب الإمام الصادق عليهالسلام ، بعض الشيعة الذين كانوا يتهادون الحلوى عند قبر الإمام الحسين عليهالسلام ، وقال لهم : « بلغني أنّ قوماً إذا زاروا الحسين بن علي عليهالسلام حملوا معهم السفرة فيها الحلاوة والأخبصة وأشباهها ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم ذلك » (٣) ، باعتبار أنّ تهادي الحلوى لا يناسب أجواء المصيبة والحزن.
__________________
١ ـ زيارة وارث.
٢ ـ جامع أحاديث الشيعة ١٥ : ٣٧٦ ، باب جملة مما يستحب للزائر من الآداب وما فيه من الثواب وما يستحب تركه.
٣ ـ جامع أحاديث الشيعة ١٥ : ٣٨١ ، الحديث ٢١٠٢٦ ، باب جملة مما يستحب للزائر من الآداب وما فيه من الثواب وما يستحب تركه.