ثمّ إنّ خروجه من الأذان من المقطوع به (لإجماع الإماميّة من غير نكير ، حتّى لم يذكره ذاكر بكتاب ، ولا فاهَ به أحد من قدماء الأصحاب) (١).
ولأنّه وضع لشعائر الإسلام ، دون الإيمان (ولذا ترك فيه ذكر باقي الأئمّة عليهمالسلام) (٢).
ولأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام حين نزوله كان رعيّة للنّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يذكر على المنابر.
(ولأنّ ثبوت الوجوب للصّلاة المأمور بها موقوف على التوحيد والنبوّة فقط) (٣).
على أنّه لو كان ظاهراً في مبدأ الإسلام ، لكان في مبدأ النبوّة من الفترة ما كان في الختام ، وقد أُمر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مكرّراً في نصبه للخلافة ، والنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يستعفي ؛ حذراً من المنافقين ، حتّى جاءه التشديد من ربّ العالمين.
ومَن حاول جعله من شعائر الإيمان ، لزمه ذكر الأئمّة عليهمالسلام (ولأنّه لو كان من فصول الأذان ، لَنُقل بالتواتر في هذا الزمان ، ولم يخف على أحدٍ من آحادِ نوع الإنسان) (٤).
وإنّما هو من وضع المفوّضة الكفّار ، المستوجبين الخلود في النّار ، كما رواه الصدوق ، وجعله الشيخ والعلامة من شواذّ الأخبار كما مرّ.
وروى عن الصادق عليهالسلام : «أنّه من قال : لا إله إلا الله محمّد رسول الله ، فليقل : عليّ أمير المؤمنين» (٥).
ولعلّ المفوّضة أرادوا أنّ الله تعالى فوّض الخلقَ إلى عليّ عليهالسلام ، فساعده على الخلق ، فكانَ وليّاً ومُعيناً.
فمَن أتى بذلك قاصداً به التأذين ، فقد شرّع في الدّين. ومَن قصده جزءاً من الأذان
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «س» ، «م».
(٢) ما بين القوسين زيادة في الحجريّة.
(٣) ما بين القوسين زيادة في الحجريّة.
(٤) ما بين القوسين ليس في «س» ، «م».
(٥) الاحتجاج ١ : ١٥٨.