ولا يكون الجماع إلا بحركة شديدة ، وشهوة غالبة ، فإذا فرغ الرجل تنفّس البدن ووجد الرجل من نفسه رائحة كريهة ، فوجب الغُسل لذلك. وغُسل الجنابة مع ذلك أمانة ائتمن الله عليها عبيده ليختبرهم بها (١).
ومنها : ما ورد في غسل الميّت من أنّه إذا خرجت الروح من البدن ، خرجت النُّطفة التي خُلق منها بعينها منه كائناً ما كان ، صغيراً أو كبيراً ، ذكراً أو أُنثى ، فلذلك يُغسل غسل الجنابة (٢).
ومنها : ما روي في تكفين الميّت عن الرضا عليهالسلام : أنّه إنّما أمر بتكفين الميّت ؛ ليلقى الله طاهرَ الجسد ، ولئلا تبدو عورته لمن يحمله أو يدفنه ، ولئلا يظهر للناس بعضُ حاله وقُبح منظره ، ولئلا يقسو القلب بالنظر إلى مثل ذلك ؛ للعاهة والفساد ، وليكون أطيب لأنفس الأحياء ، ولئلا يبغضه حميمه فيلغي ذكره ومودّته ، فلا يحفظه فيما خلفه وأوصاه به ، وأمره به وأحب (٣).
ومنها : ما ورد في غسل مسّ الميّت : من أنّ الميّت إذا خرجت منه الرّوح بقيت فيه أكثر آفته ، فلذلك يغتسل من مسّه. وأنّه لا يجب تغسيل باقي الحيوانات ؛ لأنّها لابسة شعراً أو صوفاً (٤).
ومنها : ما ورد في غسل الجمعة : من أنّه لاستقبال العبد ربّه ، وليعرف أنّه يوم عيد ، ولأنّ الأنصار كانوا يعملون في أموالهم ، فإذا حضروا الجمعة تأذّت الناس من روائح آباطهم (٥).
ومنها : ما روي عن الرضا عليهالسلام في علّة الأذان ، فإنّه عليهالسلام قال إنّما أُمر الناس بالأذان لعلل كثيرة ، منها : أن يكون تذكيراً للنّاس ، وتنبيهاً للغافل ، وتعريفاً
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٣٤٧ ، الوسائل ١ : ٤٦٥ أبواب الجنابة ب ١ ح ١٤.
(٢) الفقيه ١ : ٨٤ ح ٣٧٨ ، وانظر الوسائل ٢ : ٦٨٦ أبواب غسل الميت ب ٣.
(٣) عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ١١٤ ، العلل : ٢٦٨ ، الوسائل ٢ : ٧٢٥ أبواب التكفين ب ١ ح ١.
(٤) العيون ٢ : ١١٤ ، الوسائل ٢ : ٩٢٩ أبواب غسل المس ب ١ ح ١١ ، ١٢ ، وص ٩٣٥ ب ٦ ح ٥.
(٥) الفقيه ١ : ٦٢ ح ٢٣ ، العلل : ٢٨٥ ، التهذيب ١ : ٣٦٦ ح ١١١٢ ، الوسائل ٢ : ٩٤٥ أبواب الأغسال المندوبة ب ٦ ح ١٥.