في ركوعه وسجوده ، وبرجليه يقوم ويقعد.
وخصّ بالغسل الوجه واليدان ؛ لأنّ مُعظم العبادة الركوع والسجود ، وهما بالوجه واليدين ، دون الرأس والرجلين ؛ ولأنّ البرد ، والسفر ، والمرض ، واللّيل ، والنهار ، يقتضي صعوبة غسل الرأس والرجلين ، دون غيرهما.
ولأنّ الوجه واليدين باديان ، دون الرأس والرجلين ؛ لموضع العمامة والخفّين ، وللقيام بين يدي الله ، واستقباله بالجوارح الظاهرة ، وملاقاته بها الكرام الكاتبين» (١).
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في جواب سؤال اليهود عن علّة وضوء الجوارح الأربعة ، مع أنّها أنظف المواضع في الجسد : أنّه لمّا وسوس الشيطان لعنه الله إلى آدم عليهالسلام دنا من الشجرة ، فنظر إليها ، فذهب ماء وجهه ، ثمّ قام ومشى إليها ، وهي أوّل قدم مشت إلى الخطيئة.
ثمّ تناول بيده منها ما عليها وأكل ، فتطايرت الحليّ والحلل عن جسده ، فوضع آدم عليهالسلام يده على أُمّ رأسه وبكى ، فلمّا تابَ عليه ، فرضَ عليه وعلى ذريّته الوضوء على هذه الجوارح الأربع ، فأمره بغسل الوجه ؛ لنظر الشجرة ، وبغسل اليدين إلى المرفقين ؛ للتّناول منها ، وبمسح الرأس بوضع يده على أُمّ رأسه ، وبسمح القدمين ؛ للمشي إلى الخطيئة (٢).
وروى : أنّ مَن لم يسمّ قبل الوضوء والأكل والشرب واللّبس ، كان للشّيطان فيها شرك. وأن من سمّى طهر جميع جسده ، وكان كالغسل ، ومن لم يسمّ لم يطهر منه إلا ما أصابه الماء (٣). وأن المضمضة والاستنشاق لتطهير الفم والأنف (٤).
ومنها : ما ورد في غسل الجنابة من أنّها بمنزلة الحيض ؛ لأنّ النطفة دم لم يستحكم ،
__________________
(١) الفقيه ١ : ٣٥ ح ١٢٨ ، العلل : ٢٥٧ ، عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ١٠٤ ح ١ ، الوسائل ١ : ٢٧٧ أبواب الوضوء ب ١٥ ح ١٣ ، ١٥.
(٢) الفقيه ١ : ٣٥ ح ١٢٧ ، العلل : ٢٨٠ ح ١ ، المحاسن : ٣٢٣ ح ٦٣ ، الوسائل ١ : ٢٧٨ أبواب الوضوء ب ١٥ ح ١٦.
(٣) الكافي ٣ : ١٦ ح ٢ ، الفقيه ١ : ٣١ ح ١٤ ، ١٥ ، التهذيب ١ : ٣٥٨ ح ١٠٧٦ ، الاستبصار ١ : ٦٨ ح ٢٠٥ و ٢٠٤ ، وانظر الوسائل ١ : ٢٩٨ أبواب الوضوء ب ٢٦.
(٤) الخصال ٢ : ١٥٦ ، الوسائل ١ : ٣٠٥ أبواب الوضوء ب ٢٩ ح ١٣.