ترضى ، وبعد الرضا» إذا أصبح عشر مرّات ، وإذا أمسى عشراً ، ليُسمّى بذلك عبداً شكوراً.
ومنها : أن يقول إذا أصبح وأمسى : «اللهمّ إنّي أُشهدك أنّه ما أمسى وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا ، فمنك ، وحدك لا شريك لك ، لك الحمد ، ولك الشكر بها عليّ حتّى ترضى إلهنا» فإنّ نوحاً إنّما سمّي عبداً شكوراً ؛ لأنّه كان يقولها.
ومنها : أن يقول إذا أصبح وأمسى : «أصبحت وربّي محمود ، أصبحت لا أشرك بالله شيئاً ، ولا أدعو مع الله إلهاً آخر ، ولا اتخذ من دونه وليّاً» وإنّما وصف إبراهيم بالذي وفّى ، ودعي عبداً شكوراً ؛ لأنّه كان يقولها.
ومنها : أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرّات ، وقبل غروبها عشر مرّات : «لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، لهُ الملك ، ولهُ الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كلّ شيء قدير».
قال : عليهالسلام ذلك في تفسير أية (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها) (١) وذكر أنّها فريضة على كلّ مسلم (٢) ، ومراده تأكيد السنّة. وذكر الراوي زيادة «ويميت ويحيي» فقال : له : «قل مثل ما أقول».
وفسّر عليهالسلام به أيضاً قوله تعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ، وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) (٣) ، قال الراوي ، قلت : بيده الخير ، قال : «إنّ بيده الخير ، ولكن قل كما أقول عشر مرّات ، وأعوذ بالله السميع العليم حين تطلع الشمس ، وحين تغرب ، عشر مرّات» (٤).
وفي رواية أُخرى تقول : عشراً قبل طلوع الشمس ، وعشراً قبل غروبها : «أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ، إنّ
__________________
(١) طه : ٢٠.
(٢) الخصال : ٤٥٢ ح ٥٨ ح ، الوسائل ٤ : ١٢٣٦ أبواب الذكر ب ٤٩ ح ٤.
(٣) الأعراف : ٢٠٥.
(٤) الكافي ٢ : ٥٢٧ ح ١٧ ، الوسائل ٤ : ١٢٣٦ أبواب الذكر ب ٤٩ ح ٦.