وعنه عليهالسلام في جوابِ من قال : إنّي أكره الصلاة في مساجدِهم إنّه لا يكره ؛ فإنّه ما من مسجدٍ بُني إلا على قبرِ نبيّ أو وصيّ نبيّ قطرت فيه قطرة من دمه (١). وروى تشديد الحثّ في حضور المساجد (٢) حتّى وَرَدَ أنّه ليوشك أن تُحرق بيوت من لم يحضروها عليهم (٣) ، وأنّهم لا يؤاكلون ، ولا يشاربون ، ولا يناكحون ، ولا يشاورون ، ولا يحاورون ، ولا تنالهم الرحمة ، ولا يرزقون الجنة ، ولا تُقبل لهم صلاة (٤).
ورُخّص عند ابتلال النعالِ بالصلاة في الرحال (٥) ، وإذا لم يكن صحيح المزاج (٦).
وإنّ مَن كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بَنى الله له بيتاً في الجنّة (٧). وأنّ مَن صلّى في بيته جماعة رغبة عن المسجدِ ، فلا صلاةَ له ، ولا لمن صلّى خلفه (٨).
ويُستحب المشي إليها ، فقد روي : أنّ من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطبٍ ولا يابسٍ إلا سبّحت له الأرض إلى الأرضين السابعة ، وأعطاه الله تعالى بكلّ خطوةٍ خطاها حتّى يرجع إلى منزله عشرَ حسناتٍ ، ومحا عشر سيّئات ، ورفع عشر درجات (٩).
ويُستحبّ الاختلاف إليها ، فإنّ مَن اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان : أخاً مستفاداً في الله تعالى ، أو علماً مُستطرفاً ، أو أية محكمة ، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى ، أو رحمة مُنتظرة ، أو كلمة تردّه عن ردى ، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً (١٠).
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٧٠ ح ١٤ ، التهذيب ٣ : ٢٥٨ ح ٧٢٣ ، الوسائل ٣ : ٥٠١ أبواب أحكام المساجد ب ٢١ ح ١ بتفاوت يسير.
(٢) انظر الوسائل ٣ : ٤٨٠ أبواب أحكام المساجد ب ٣.
(٣) التهذيب ٣ : ٢٥ ح ٨٧ ، الوسائل ٣ : ٤٧٨ أبواب أحكام المساجد ب ٢ ح ٢ و ٦.
(٤) أمالي الطوسي ٢ : ٣٠٨ ، الوسائل ٣ : ٤٧٩ أبواب أحكام المساجد ب ٢ ح ٩.
(٥) الفقيه ١ : ٢٤٦ ح ١٠٩٩ ، الوسائل ٣ : ٤٧٩ أبواب أحكام المساجد ب ٢ ح ٤.
(٦) الفقيه ١ : ٢٤٥ ح ١.
(٧) التهذيب ٣ : ٢٥٥ ح ٧٠٧ ، ثواب الأعمال : ٤٧ ح ١ ، أمالي الصدوق : ٤٠٥ ح ١٦ ، النهاية : ١٠٨ ، الوسائل ٣ : ٤٨١ أبواب أحكام المساجد ب ٣ ح ٢.
(٨) أمالي الطوسي ٢ : ٣٠٧ ، الوسائل ٣ : ٤٨٠ أبواب أحكام المساجد ب ٢ ح ١٠.
(٩) عقاب الأعمال : ٣٤٣ ، الوسائل ٣ : ٤٨٣ أبواب أحكام المساجد ب ٤ ح ٣.
(١٠) الفقيه ١ : ١٥٣ ح ٧١٤ ، أمالي الصدوق : ٣١٨ ، ثواب الأعمال : ٤٦ ، الخصال : ٤٠٩ ح ١٠ ، التهذيب ٣ : ٢٤٨ ح ٦٨١ ، الوسائل ٣ : ٤٨٠ أبواب أحكام المساجد ب ٣ ح ١.