واستدلّ له أيضا ببعض الأخبار الآتية بدعوى ظهورها في ذلك.
وستعرف ما فيه.
واستدلّ القائلون بوجوب أن ينحني بقدر ما يمكن وضع يديه أو كفّيه أو بلوغ راحتيه إلى ركبتيه ـ على اختلاف تعابيرهم التي قد أشرنا إلى أنّ الغالب على الظنّ إرادة الجميع التحديد ببلوغ الراحتين ، كما جزم بذلك بعض من تقدّمت الإشارة إليه ـ بما رواه الجمهور عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا ركعت فضع كفّيك على ركبتيك» (١).
وبما روي أنّه كان يمسك راحتيه على ركبتيه كالقابض عليهما (٢).
وبقاعدة الاشتغال وتوقيفيّة العبادة ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآله يركع كذلك فيجب التأسّي به.
وبما في الصحيح الحاكي لفعل الصادق عليهالسلام تعليما لحمّاد : ثمّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه ، إلى أن قال عليهالسلام : «يا حمّاد هكذا صلّ» (٣).
وبصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : «إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب : الله أكبر ، ثمّ اركع وقل : اللهمّ لك ركعت ـ إلى أن قال ـ وتصفّ في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر ، وتمكّن راحتيك من ركبتيك وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى ، وبلّغ (٤)
__________________
(١) كما في منتهى المطلب ٥ : ١١٤ ، وفي مجمع الزوائد ١ : ٢٧١ بتفاوت ، ومثله عن ابن عباس في مسند أحمد ١ : ٢٨٧.
(٢) راجع صحيح البخاري ١ : ٢٠٠.
(٣) الكافي ٣ : ٣١١ ـ ٣١٢ / ٨ ، الفقيه ١ : ١٩٦ ـ ١٩٧ / ٩١٦ ، التهذيب ٢ : ٨١ ـ ٨٢ / ٣٠١ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة ، ح ١ و ٢.
(٤) في الكافي : «بلّع» بالعين المهملة ، وبدلها في التهذيب : «تلقم».