وأمّا نسب نبيّ الله هود عليه السّلام .. فقال الهمدانيّ في (ج ١ ص ١٦١ ـ ١٧٧) من «الإكليل» ، (إنّهم اختلفوا فيه إلى خمس فرق).
قالت الأولى : إنه قحطان بن هود بن عبد الله بن رباح بن خلد بن الخلود ـ وهو مخلّد ـ ابن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. قال أبو نصر : والنّاس يغلطون في عابر ، وهو هود بن أيمن بن حلجم بن بضم بن عوضين بن شدّاد بن عاد بن الهاد بن عاد بن عوص بن إرم بن عوص بن عابر بن شالخ ، وذكر أنّه وجد هذا النّسب في بعض مساند حمير في صفاح الحجارة.
وعابر بن شالخ هو هود بن شالخ ، ولا نسب لحمير في عاد.
وأمّا قول علقمة بن ذي جدن [من الوافر] :
ومصنعة بذي ريدان أسّت |
|
بناها من بني عاد قروم |
.. فحيف من علقمة ، وربّما كان الّذي بناه من حمير أبناء رجل منهم يسّمى عادا ؛ فالأسماء مستعارة ، وقد جاء في حمير عمالقة ، والعمالقة إنّما هم بنو لاوذ بن سام ، فإمّا أن يكون ذهب إلى القدم فالعرب تقول لكلّ شيء قديم : عاديّ ، قال بعض طيّء [من المتقارب] :
وبالجبلين لنا معقل |
|
صعدنا إليه بسمر الصّعاد |
ملكناه في أوليات الزّمان |
|
من بعد نوح ومن قبل عاد |
ذهب إلى مجرّد القدم.
ومن الدّليل على أنّ حمير ليست من عاد .. قوله جلّ وعلا بعدما ذكر مهلك عاد : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) فلا باقية لهم ولا لثمود ؛ لقوله تعالى : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى)
__________________
حضرموت ، وهي منازل عاد.
أما الحديث هذا ـ حديث الكثيب ـ فقد خرجه العلامة سالم بن عبد الله الشاطري في رسالة «نيل المقصود» فلينظر فيها ، وللأخ السيد علي بن محمد بن حسين العيدروس كتاب سماه : «بذل الجهود في الروايات والأخبار المروية في فضائل نبي الله هود عليه السلام» ، وتحقيق مكان قبره وغير ذلك.