والبياض الهلاليّ في الجانبين كان مرتفعا عن سطح الأرض بقليل ، ومنه تفيض السّيول ؛ لأنّها متى أقبلت .. صدمتها الآكام المرسومة بالحمرة فارتدّت إلى جانبيها المرسومين بالزّرقة ، ثمّ لا تفيض إلا من ذينك الجانبين ، ومنهما تنهر إلى أرض المهرة ، غير أنّ الأكمة المرسومة بالحمرة كانت رخوة فصدعها السّيل ، ومنذ جرفتها .. بدأ يخدّ في الأرض ، فارتفع سطحها عن مجرى السّيل ، وكلّما أعمق الماء في الأخدود .. زاد حرمانها من الماء.
وزعم بعض أهل الحدس والنّظر من أهل شبام أنّهم يعرفون وصول ماء السّيل إلى النّقرة بزيادة جري الماء في المسيال الواقع في جنوب شبام ؛ إذ يكون جريه قبل وصولها رهوا ، فإذا انتهى إليها .. اشتدّ جدّا. وهو مقبول ؛ إذ قالوا بأنّ الحجر السّاقط من علوّ أو الماء المنصبّ منه تتضاعف قوّته بمقدار بعد المسافة ، وهذا من نوعه ، وقد سبق في النّقرة والحسيّسة والكسر ما يتعلّق بهذا (١).
__________________
(١) وهذه صورة تقريبية لما أراده المؤلف رحمه الله تعالى.