الشّركة الشّائعة ، وأكثر معوّل الدّولة الكثيريّة في حمايته على الحموم إزاء امتيازات لهم فيه ، وهم الّذين طردوا عنه الشّناظير من يافع سنة (١٢٧٥ ه).
وفيه جماعة من ذرّيّة السّيّد عمر بن أحمد بن قطبان ، وبالبادية حواليه جماعة من بادية العلويّين (١) كبيت سهل ، وبيت حمودة ، وبيت قرموص ، وبيت عقيل ، وبيت الحنشش ، وبيت محسن ، وبيت الأخسف ، وبيت كدحوم (٢).
منهم جماعة اشتهروا بالنّجدة والشّجاعة الخارقة ؛ كالسّيّد حسن بالحنشش ، والسّيّد عميّر ؛ فقد كانا مضرب المثل في ذلك.
... |
|
إنسا إذا نزلوا ، جنّا إذا ركبوا |
لا ، بل كانوا جنّا وشياطين دائما ، حتّى إنّ الأمّهات ليروّعن بهم الصّبيان ليسكتوا عن البكاء ؛ لأنّهم من أكثر النّاس شرّا وقيادة للغارات.
ومنها غارة سنة (١٣١٨ ه) ؛ فقد نهبوا قافلة الحجيج الصّادرة من المكلّا إلى حضرموت ، وفيها السّيّد سالم بن محمّد بن عليّ بن محمّد السّقّاف ، والسّيّد عبد الرّحمن بن عبد القادر البحر ، وكان السّيّد حسن بالحنشش هو القائد العامّ لتلك الغزوة ، غير أنّهم بعد ما نهبوا الحاجّ .. هاجمتهم سيبان والعوابثة وهم غارّون فقتلت منهم نحوا من خمسين ، وأخذت ما استولوا عليها من أموال الحجّاج على نيّة إرجاعه لهم ، ثمّ خاسوا بتلك النّيّة ، وبيناهم يقتسمون .. عطف عليهم السّيّد حسن بالحنشش بقومه وكثرت القتلى من الجانبين ، ولم يحجز بينهم إلّا حرّ النّهار ، وكان الوقت خريفا.
__________________
(١) بادية العلويين تنسب إما : إلى أحمد بن أبي بكر السكران ، ومنهم الذين ذكرهم المؤلف ، أو : إلى علوي بن محمد مولى الدويلة ؛ ومنهم : آل زحوم ، وبيت فدعق ، أو : إلى أحمد بن الفقيه ، ومنهم : بيت بو بكر ، وبيت الرديني «المعجم اللطيف» (٦٢ ـ ٦٦).
(٢) في «المعجم اللطيف» لم يذكر هذا الاسم ، لكن ذكر بيت دحوم وبيت كحوم وهم من آل أحمد السكران ، وبيت زحوم من آل مولى الدويلة ، وهم غير آل زحوم آل باجبّار ، من فروع آل باجابر سكان بروم .. فليعلم.