ومن بعدها : رماه ، على وزن قطاه.
والمناهيل فرقتان : آل بن معشني وعددهم نحو ثمان مئة رام ، وآل كزيم وعددهم نحو سبع مئة ، وكان على رئاستهم البخيت بن اللويطيّ ، وهو ممّن أمضى على نسخة من الوثيقة الّتي أرسلت لعليّ سعيد باشا.
ومع توقيعه على تلك الوثيقة .. أمضى لي على ما هذا نصّه :
الحمد لله ، وبتاريخ عشر جمادى الأولى سنة (١٣٣٥ ه) فقد شلّ وتحمّل بخيت بن اللّويطيّ عن نفسه وعن كافّة المناهيل لله ولرسوله وللعلم الشّريف بكلّ منفعة يقدر عليها للحبيب عبد الرّحمن بن عبيد الله السّقّاف ، وأن يوالي من والاه ويعادي من عاداه ، ويسمع نصيحته وشفاعته ، ويقوم معه ومع عياله من بعده بالحقّ والشّريعة وينصرهم على من تعدّى عليهم بدّا بوفا ما ذكر فترث عليه وعلى من بعده إلى أن يرث الأرض وراثها ، والله شهيد بدّا بما ذكر البخيت بن اللّويطيّ.
وكتب بأمره وشهد به عبد الله بن عمر بن سلمة وقد قتل البخيت المذكور في حربه مع أمير قسم.
ورئيس جميع المناهيل الآن عيضه بن الحريز بن طناف.
وفي الأخير غزتهم قبائل الجهة الغربيّة فأخذوا عليهم كثيرا من الإبل ، فجمعوا جموعهم من أنفسهم ومن المهرة والعوامر وغيرهم .. فانهزموا وكانوا كالضّبع ذهبت تطلب لها قرنا .. فعادت بلا أذنين.
وأكثر المناهيل والعوامر وآل كثير والصّيعر من سكّان هذه النّجود .. قبائل رحّل ، يتتبّعون مواقع القطر ، لا بيوت لهم إلّا الخيام غالبا ، ولكنّهم يصدحون (١) الأمطار عن أغنامهم ونعمهم وأنفسهم ، وإلّا .. للاقوا منها أتعابا وأنكالا.
__________________
(١) يصدحون : من الصّدحة ؛ وهي : رقية تزعم العرب أنها تمنع المطر أن يصيب مكانا وقد أصاب كل ما حوله من الأرض.