فسار إلى الشّحر بسلاحه وعساكره في عدّة سفن ، وبعد وصوله إلى الشّحر .. استمرّت المناوشات بين النّقيب والقعيطيّ ثلاث سنين ، حتّى وصل الجنرال سندر من عدن ، وعقد هدنة لمدّة سنتين ، ولمّا انقضت .. وصل والي عدن فرانسيس لوك ، وعقد هدنة لمدّة سنة ، ولمّا انقضت .. منع الطّرفين عن جهة البحر ، ولكنّ عبد القعيطيّ جهّز عساكره بحرا ، وهجم على بروم في اللّيل ، واستولى عليها ، وأرسل النّقيب سلطان المكلّا خبرا لوالي عدن .. فتغافل عن تعدّي القعيطيّ ، فطلب النّقيب آل كثير ، وجهّز على بروم ، وجهّز عسكر القعيطيّ بها من جهة البرّ.
وفي (٢٥) ديسمبر سنة (١٨٨١ م) وصل مركب إنكليزيّ فيه صالح جعفر مندوب من والي عدن .. فوجد عسكر القعيطيّ محصورين في بروم ، وسفنه في المرسى ملآنة بالرّصاص والزانة ، فربط سفينتين منها بمركبه إلى عدن ، وهربت أربع سفن إلى الشّحر ، ثمّ أرسل الوالي بمركب حربيّ اسمه (سيجل) ، يرأسه القبطان بيلس ، وأقام هدنة خمسة عشر يوما.
وفي (٢٢) فبروري وصل المركب (دجمار) وفيه صالح جعفر ووكيل القعيطيّ الواصل من الهند .. فدفع صالح جعفر للنّقيب عمر كتابا من والي عدن يقول له فيه : واصلك مرسولنا صالح جعفر .. فاقبل ما أودعناه لك من خطاب ، فقال صالح جعفر : إنّ الدّولة حرّرت بينكم معاهدة على ثلاثة شروط ، كلّ شرط في ورقة ؛ لتخرج عساكر القعيطيّ من بروم بغير سفك دماء ، وبعد خروج عساكر القعيطيّ بانسلّمها لك ، وبانعطيك حماية لبلادك ، وتكون تبع للدّولة الإنكليزيّة.
فلمّا وقف النّقيب على الشّروط الثّلاثة .. امتنع عن الإمضاء ، وبقي صالح جعفر يرغّبه ويقول له : إنّما هي وسيلة إلى خروج عسكر القعيطيّ من بروم ، وتكون الشّروط تحت اختيارك بعد ذلك ، وكان النّقيب واثقا بصالح جعفر .. فأمضى على الشّروط الثّلاثة ، كلّ شرط في ورقة ، فتوجّه صالح جعفر ونزعوا عساكر القعيطيّ من بروم ، وسلّموها للنّقيب.
وبعد أربعين يوما .. وصل القبطان هنتر وصالح جعفر ، وقالوا للنّقيب : إنّ والي