عبد الرّحيم بن عمر باوزير كانت سنة (٧٤٧ ه) ، وقد اختطّه قبل وفاته بزمان (١).
وأوّل من بنى بالغيل الأسفل : الشّيخ عمر بن محمّد بن سالم باوزير ، سنة (٧١٦ ه) ـ حسبما يأتي عند ذكره.
وكان أمر الغيل لآل باوزير. والعوابثة المذحجيّون ينتمون إليهم بالخدمة ويذبّون عنهم (٢).
وفي أوائل القرن التّاسع : استولت على بعض الأمر فرقة من العوابثة ، يقال لهم : آل عمر باعمر (٣) ، فغلبوا آل باوزير على بعض النّهي والأمر ، وكوّنوا لهم دولة ـ أو شبهها ـ داموا عليها حتّى انقرضوا بالسّلطان عوض بن عمر القعيطيّ ، على ما فصّلناه ب «الأصل» ، ونزيد هنا ما تلقّيناه بعد عن المعمّرين ومنهم : الشّيخ صالح بن محمّد بن أحمد بن همام صاحب الغيل : أنّ الذي سجنهم القعيطيّ من آل عمر باعمر مئتان ـ عبيدا وأحرارا ـ ثمّ إنّه أطلق سراح العبيد ، وبقي في سجنه مئة وخمسون كلّهم أحرار ، فتمكّنوا من الهرب بعد عامين إلّا أحدهم ؛ إذ لم يقدر على الهرب ، ووصل
__________________
(١) تقول المصادر الّتي بين أيدينا : إنّ الشّيخ عبد الرّحيم بن عمر قدم إلى السّاحل سنة (٧٠٦ ه) ، باحثا عن المنطقة الصّالحة للإقامة له ولعقبه من بعده ، فوقع اختياره على البقعة الّتي تدعى الآن بغيل باوزير ، وقد بنى بها أوّل منزل لسكناه غربيّ مسجده الجامع المشهور ، ثمّ حفر في النّاحية الشّمالية للمسجد غير بعيد منه أشهر العيون بها ... إلخ. اه عن «صفحات من التّاريخ الحضرميّ» (١٠٩).
(٢) يذبّون : يدافعون.
(٣) آل عمر باعمر : تقول بعض الرّوايات التّاريخيّة : إنّه في منتصف القرن التّاسع الهجريّ بالتّقريب ، جاءت امرأة من قبيلة العوابثة القاطنين في قارة ابن محركه شماليّ الغيل إلى الشّيخ عبد الرّحيم باوزير ، ومعها طفل رضيع بعد أن توفي والده قبل أن تلده أمّه ، وطلبت من الشّيخ رعايته وكفالته ، فوافق ، وأسماه : عمر بن عمر ، وفقا لاسم والده المتوفّى ، ومع مرور الوقت أصبح هذا الاسم يلفظ (عمر باعمر) ، حسب اللهجة السّيبانيّة.
كبر عمر في رعاية الشّيخ عبد الرّحيم واشتدّ عوده ، فقرّر الرّحيل إلى قرية بضة بدوعن ، واستقرّ بها ، ثمّ تزوّج من إحدى كرائم الأسر هناك. فأنجبت له ولدين هما : شدّاد ، وسعيد. واستمرّ آل عمر باعمر في التّكاثر من هذين الجدّين ، وكثرت ذرّيّتهم وانتشروا حتّى حدود وادي العين ، ليعودوا بعدها إلى غيل باوزير ويستقرّوا بها ويشكّلوا قوّة سكّانيّة متميزة. عن «تاريخ الغيل» (٢٤ ـ ٢٥) ، وعن «تاريخ البكري» (١٥٣).