وأوّل أمير لهم (١) هو : ناجي بن عمر ، وكانت يافع جعلت إليه الماليّة في أيّام نفوذها ؛ لأنّهم تنازعوها وكادوا أن يقتتلوا عليها ، ولمّا استقلّ شيئا فشيئا على حساب اختلافهم وتفرّق آرائهم .. أفاقوا ، فناوشهم ، ولكنّه انتصر عليهم لأنّهم كانوا متحاسدين.
ولمّا مات ناجي بن عمر في سنة (١١٩٣ ه) .. خلفه ولده عليّ بن ناجي بن عمر بن بريك ، فخالفه محسن بن جابر بن همّام ، وانضمّ إليه آل عمر باعمر ، فجهز عليهم عليّ ناجي وأجلى آل همّام إلى المكلّا ، وآل عمر باعمر إلى الرّيدة ، واستنجد آل همّام بعبد الرّبّ بن صلاح الكساديّ ، ولكنّه انهزم هو وإيّاهم كما سبق في المكلّا.
وفي أيّام عليّ ناجي هذا : ظهر أنّ القاضي سعيد بن عمر بن طاهر كان يعمل الأسحار ، فأغرقه في بالوعة الأقذار ، وكان آخر العهد به.
ولمّا مات عليّ بن ناجي سنة (١٢٢٠ ه) .. خلفه أخوه حسين بن ناجي ، ثمّ ولده ناجي بن عليّ بن ناجي.
وفي أيّامه جاءت الوهّابيّة (٢) في خمس وعشرين سفينة تحت قيادة ابن قملة ، بأمر الملك عبد العزيز بن سعود آل سعود (٣) ، الّذي استفحل سلطانه لذلك العهد ، فافتتح نجدا والحسا والعروض والقطيف والحجاز وغيرها ، وكان أكثر فتوحه على يد القائد
__________________
(١) أي : لآل بريك.
(٢) الوهّابيّة : هم أتباع الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب المولود بالدرعيّة سنة (١١١٥ ه) والمتوفّى سنة (١٢٠٦ ه) ، اصطلح المؤرّخون على تسميتهم بالوهّابيّة نسبة لوالد شيخهم ، وكان قدومهم سنة (١٢٢٤ ه) في عهد السّلطان عليّ بن بدر بن عليّ بن عمر بن جعفر الكثيريّ ، وأقاموا بحضرموت (٤٠) يوما جرت خلالها وقائع بينهم وبين الحضارمة ، تفصيلها في : «العدّة المفيدة» (١ / ٣٢١) ، و «تاريخ الدّولة الكثيريّة» (١٢٢).
(٣) هو عبد العزيز بن محمد بن سعود ، من أمراء آل سعود في دولتهم الأولى ، كانت عاصمته الدرعية ، ولي بعد وفاة أبيه سنة (١١٧٩ ه) كان شديد البأس ، يباشر الملاحم بنفسه ، قتل غيلة في جامع الدرعية سنة (١٢١٨ ه) «الأعلام» (٤ / ٢٧).