ألّفه ابن عبيد الله عن تاريخ حضرموت وجغرافيّة بلادها.
توفّي السّيّد السّقّاف في بلدته (سيئون) سنة (١٣٧٥ ه ـ ١٩٥٦ م) على ما ذكر الأستاذ الزّركليّ ، وقال :
(وفي «البرقيّات» : يوم وفاته أنّه عاش (٨٤) سنة). ثمّ يضيف : (وكان مظهره دون ذلك. وفي «نيل الحسنيين» (١٣٨) : أنّه مات عن (٧٥) سنة ، وأخذت بهذه الرّواية ، و «مراجع تاريخ اليمن» (٢٤٥ ـ ٢٦١) اه.
على أنّ (سرجنت) قال ما تعريبه : (يحتمل أن يكون توفّي سنة (١٩٥٥ م) وقد ترجمه «فان درمولن» (١) ونشرت صورته في «المستمع»). ولا شكّ أنّ الزّركليّ
__________________
(١) فان در مولن ، رحّالة هولنديّ ، من المستشرقين المهتمّين بتاريخ حضرموت ، ينتسب إلى مدرسة المستشرق الشهير سنوك هرخرونيه ، قام برحلات عدّة إلى حضرموت في السنوات : (١٩٣١) ، (١٩٣٩) ، (١٩٤٥) م.
نشرت جامعة عدن الرّحلة الأولى ـ مترجمة ـ عام (١٩٩٨ م) ، وأتبعها بنشر الثّانية سنة (١٩٩٩ م).
وهذه الرّحلة الثّانية تعتبر التّجربة الأكثر نضجا من السّابقة ، قام بتعريبها د. محمد سعيد القدال ، واحتوت على ترجمة مولن لفضيلة العلّامة ابن عبيد الله .. ويحسن بناهنا أن نسوق ما كتبه ذلك الرّجل في تلك الرّحلة ؛ ففيها كلام هامّ يحسن ويجمل إيراده لعموم الفائدة.
قال (فان مولن) ص (٢٢٠) من رحلته المسمّاة : «رحلة في جنوب شبه الجزيرة العربيّة» .. الّتي قام بها سنة (١٩٣٩ م) ـ (١٣٦٠ ه) تقريبا : (في بداية إقامتنا في سيئون تفضّل السّيّد أبو بكر بتقديمنا لرجل كبير مقبول ، له لحية بيضاء ، السّيّد عبد الرّحمن بن عبيد الله ، الّذي سمّاه مفتي حضرموت ، سافر هذا العالم الإسلامي ثلاث مرّات إلى جاوة. وقابل هناك مستشار حكومة هولندا للشؤون الإسلاميّة ، بل ادّعى أنّه قابل الرّجل الّذي يعتبر المؤسّس للسّياسة الهولنديّة الإسلاميّة الحديثة ، البروفيسور سنوك هرخرونيه. وفيما بعد ، عند الحديث عن كتاب جمعت فيه كلّ أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلم ويعتبر ذا قيمة كبيرة لأيّ متعلّم مسلم ، خطّأ ـ ابن عبيد الله ـ هذا الدّارس للإسلام بخلفيّته الواسعة ، والمعتبرة من وضع البروفسور (فينسنك) خليفة هورخرونيه.
ثمّ سأل بشكل غير متوقع : إن كنا أخذنا تاريخ وحياة ومعتقدات المسلمين المعاصرين على أنّها تمثّل الإسلام الحقيقيّ كما فعل غالبية المستشرقين؟ أم هل نعرف الإسلام الحقيقيّ في جوهره وتاريخه؟.
كانت إجابتنا : أننا حاولنا تحت التّوجيه الصّارم لسنوك هوخرونيه أن نقترب إلى الإسلام