توفّي بالهند آخر سنة (١٣٢٨ ه) (١) ، ورثاه شيخنا العلّامة أبو بكر ابن شهاب بقصيدة حمينيّة ولكنّها مؤثّرة (٢).
ووقع رداؤه على ولده السّلطان غالب بن عوض (٣) ، وكان شهما كريما ليّن الجانب ، دمث الشّمائل ، وديع القلب ، شريف الطّبع ، وافر الحرمة ، سعيد الحظّ ، ميمون النّقيبة (٤) ، مبسوط الكفّ ، ينطبق عليه قول الطّائيّ [أبي تمّام في «ديوانه» ٢ / ٣١٧ من الطّويل] :
فتى سيط حبّ المكرمات بلحمه |
|
وخامره حقّ السّماح وباطله (٥) |
وقوله [في «ديوانه» ١ / ٣١٦ من الوافر] :
له خلق نهى القرآن عنه |
|
وذاك عطاؤه السّرف البدار (٦) |
__________________
(١) وفاة السّلطان عوض مختلف فيها ، فقيل : سنة (١٣٢٥ ه) ، وقيل : (١٣٢٦ ه) ، وقيل : (١٣٢٧ ه). ومدّة ولايته حوالي ثلث قرن من الزّمن ، أمضى معظمها بحضرموت في حروب ونزاع مع آل عبد الله ، ومع غيرهم من القبائل والشّيوخ. «الأدوار» (٤٠٧) ، وفي «بضائع التابوت» : أنّه دفن بمقبرة أكبر شاه بحيدر آباد.
(٢) طبعت هذه المرثيّة على حدة ، قال في «الأصل» (٢ / ٢٧٣): (ورثاه شيخنا العلّامة أبو بكر بن شهاب بمرثية شاعرة من الشّعر الحمينيّ العذب الفخم ، ولو لا أنّها مطبوعة على حدة .. لذكرتها ؛ لأنّ بمثلها يتزيّن الكتاب ؛ لأنّها وقائلها والمعنيّ بها : جمال في جمال من جمال ..) اه ومطلعها :
سبحانك الله يا قيوم يا كافي |
|
يا المنفرد بالبقا يا دايم السلطان |
حكمت بالموت ما في وعدك اخلاف |
|
وكل من هو عليها غير وجهك فان |
ساويت بين الخلايق ناعل وحافي |
|
ما باقي إلا انت وحدك يا عظيم الشان |
إلى آخرها.
(٣) غالب بن عوض ؛ كان النّاس يلقّبونه : (أبونا آدم) ، وأطلق عليه أيضا لقب : (غالب السّادات) ؛ لشدّة محبّته في السّادة العلويّين آل البيت النّبويّ .. يقول هذا السلطان في رسالة منه للمصنّف ، مؤرّخة جمادى الأولى (١٣٣٧ ه): (ومحبّة أهل البيت لا تزول من قلوبنا ، بل تزداد ، بل تزداد) .. إلخ.
(٤) النقيبة : النفس.
(٥) سيط : خلط. خامره : خالطه.
(٦) عطاؤه السّرف البدار ؛ أي : عطاؤه المسرف فيه ، المبادر إليه.