تعتبر لاغية؟! فأجاب بصحّتها والتزام تنفيذها ، وكان ذلك بمرأى ومسمع من وزيره المكرّم الفاضل سيف بن عليّ آل بو عليّ.
وقد تقدّمت إلى السّلطان صالح في سنة (١٣٥٥ ه) بقصيدة [كما في «الدّيوان» ق / ١٦٧ ـ ١٦٩ من الطّويل] تزيد عن مئة وعشرين بيتا لم تعد فيها قافية ، وأنشدتها له مرّات ، أولاها بالمكلّا عامئذ ، والثّانية بحورة في سنة (١٣٦٠ ه) ، والثّالثة بمنزلي في سنة (١٣٦٥ ه). منها :
وبين يدينا شرعة لا تزيدها |
|
تجاريب ذي عقل ولا عقد مؤتمر |
هي القدّة المثلى العليّ منارها |
|
أتتنا بها غرّ الأحاديث والسّور (١) |
وحسبك بالإفرنج فالخطّة الّتي |
|
بها المشي فيما يحكمون به استمر |
مدوّنة في الأصل من قول مالك |
|
وسائل تجدها في التّواريخ والسّير |
ولكنّ أهل العلم والدّين داهنوا |
|
وباعوا حقوق الله بالماء والشّجر |
فلن تلق منهم من نهى عن قبيحة |
|
ولا من بمعروف على مكره أمر |
إذا انتهك الإسلام أغضى زعيمهم |
|
وإن أخذت شاة له اهتاج واستعر (٢) |
فما شأنهم إلّا التّصنّع والرّيا |
|
وأعجب ما تلقى النّفاق لدى مضر |
نفاق وأخلاق دقاق وذلّة |
|
بها شوّه الإدبار أيّامنا الأخر |
تولّى الوفا والصّدق فاندكّ مجدهم |
|
وراحت عليهم كلّ مكرمة هدر |
يقولون ما لا يعملون تصنّعا |
|
سواسية من قال شعرا ومن نثر |
وقد كانت الآباء من قنّة العلا |
|
بشأو حثى في وجه كلّ من افتخر (٣) |
تزلّ الوعول العصم عن قذفاتهم |
|
وكم من عقاب في مراقيهم انكسر (٤) |
مضوا شهداء الحقّ في نصرة الهدى |
|
وما برحوا في هجرة وعلى سفر |
__________________
(١) القدّة : الطّريقة.
(٢) استعر : هاج واشتد غضبه.
(٣) القنّة : أعلى الجبل. شاو : تسهيل شأو ، وهو : السّبق.
(٤) العقاب : بضم العين الطائر المعروف يضرب به المثل في العلو في الطيران ، والمعنى : أن العقاب ينكسر جناحه ولا يبلغ علوّ مجدهم.