وقد توفّي السّلطان غالب بن عوض في سنة (١٣٤٠ ه) ودفن بجانب أبيه بمقبرة أكبر شاه بحيدرآباد الدّكن.
وقد رثيته عن وجدان صحيح وودّ صادق ، بقصيدة توجد بمكانها من «الدّيوان» (١)
ورثاه شيخنا العلّامة ابن شهاب بأبيات ، منها :
جاء تاريخ موته |
|
عظّم الله أجركم |
وما سمعنا بسلطان بكته رعاياه بدموع حارّة (٢) ، وأحزان متواصلة .. مثله ، ولا جرم ؛ فقد قال أبو الطّيّب [في «العكبريّ» ١ / ٤٩ من الطّويل] :
ومن سرّ أهل الأرض ثمّ بكى أسى |
|
بكى بعيون سرّها وقلوب (٣) |
__________________
(١) لمّا نعي السّلطان غالب .. كان المصنّف خارج حضرموت في الحديدة ، فكان لموته أثر بالغ عليه ، فرثاه بقصيدة تقرب من الخمسين بيتا ، قال في مطلعها :
فيما يكنّ الغيب طيّ ضميره |
|
برهان عجز العبد عن تدبيره |
سرّ تطاولت النّفوس له فما |
|
بلّت صداها قطرة من بيره |
ومنها :
أفليس في الماضين تعزية لنا |
|
ولقطرنا إذ جاء نعي أميره |
هيهات ما عن غالب من سلوة |
|
في نقطة لم تكتمل بنظيره |
يبكيه ساحل (حضرموت) بعبرة |
|
تجري بخدّ صغيره وكبيره |
شمل المصاب جماده ونباته |
|
وشجى قلوب غنيّه وفقيره |
إلّا الخزينة لم يسؤها فقده |
|
لسخائه المفضي إلى تبذيره |
ومنها :
عظة يذوب لها الجماد وعبرة |
|
تغني غليظ القلب من تذكيره |
إنّا ليوحشنا خلوّ مكانه |
|
منه فيسعدنا الجوى بزفيره |
إلى آخرها.
(٢) قيّد الدّموع هنا بكونها حارّة لكونها علامة الحزن ، أمّا الدّموع القارّة ـ الباردة ـ فهي أمارة الفرح والسّرور ومن ذلك قولهم : فلان قرير العين.
(٣) المعنى : من أدخل السّرور على جميع النّاس ، ثمّ بكى لحزن أصابه .. ساء حزنه النّاس الذين سرّهم ، فكأنّه بكى بعيونهم ، وحزن بقلوبهم ؛ لما يصيبهم من الأسى والجزع.