وقال يزيد المهلّبيّ [من البسيط] :
أشركتمونا جميعا في سروركم |
|
فلهونا إذ حزنتم غير إنصاف |
وخلفه أخوه السّلطان عمر بن عوض ، وكان ثقة ، حازما ، صادقا ، شجاعا ، غيورا ، وله وفادات مكرّرة إلى مكّة المعظّمة والمدينة المشرّفة ، يتواتر عنه فيها ما يدلّ على صحّة الإيمان وقوّة الدّين ، ولئن اتّهم بتقصير في العبادة ، وانحراف في السّيرة .. فالنّدم أمارة صدق التّوبة.
وبقي على وزارته السّيّد حسين بن حامد المحضار ، إلّا أنّه لم يكن في أيّامه وافر الحرمة نافذ الكلمة واسع الجاه ، كما كان في أيّام السّلطان غالب الّذي لا يعترضه في أيّ أمر كان ، بل يفوّض إليه الأمور تفويضا أعمى.
أمّا السّلطان عمر .. فقد أسمعه ما يكره ، حتّى لقد أخبرني السّيّد محمّد بن عبد الله بن هادون بن أحمد المحضار : أنّ السّيّد حسين بن حامد قال لولده أبي بكر وهو على فراش الموت : (إنّني قتيل عمر بن عوض).
ولمّا مات السّيّد حسين في آخر سنة (١٣٤٥ ه) .. أبقى السّلطان عمر ولده أبا بكر ، ثمّ عزله ، ولم يثرّب عليه (١) ، ولم يؤذه في حال ولا مال.
واستوزر بعده المكرّم سالم بن أحمد القعيطيّ ، وجعله موضع ثقته وأمانته.
توفّي السّلطان عمر بن عوض أواخر سنة (١٣٥٤ ه) بحيدرآباد الدّكن ، وخلفه العلّامة الجليل السّلطان صالح بن غالب ، وكان غزير المادّة في العلم ، كما تشهد له بذلك مؤلّفاته المنقطعة النّظير ، وقد سبق في المكلّا شغفه بالعلم ، وإنفاقه على المدارس ما يوازي ربع حاصلات البلاد بالتّقريب (٢).
__________________
(١) لم يثرّب عليه : لم يكثر العتاب واللوم عليه.
(٢) من مؤلّفات السّلطان صالح :
١ ـ «مصادر الأحكام الشرعيّة» ، على طريقة أحاديث الأحكام ، مطبوع في (٣) أجزاء ، قال المصنف عنه في «بضائع التابوت» : (منها كتاب في الفقه على طريق الاجتهاد ، أطلعني على حصّة منه في العبادات ، يذكر أدلّة الأحكام ثمّ يختار ما ينصّ عليه أقواها بحسب فهمه ، فأعجبني وآنقني