وبإثر هذه الحادثة تراخى أمر ذلك الحلف ؛ إذ تقنّعت الأحلاف ، ولم يلبّ صوت المقدّم سعيد باصليب إلّا المشاجرة ، جاؤوا من يبعث ونواحيها في نحو سبع مئة رام ، يتقدّمهم باشقير ، ولكن بعد ما سبق السّيف العذل ، وفرغوا من سعيد باصليب .. فعادوا أدارجهم.
وكان عند آل العموديّ بعض مأجوري الحكومة يشاغلونهم بالكلام ، حتّى قضي الأمر ، وما أظنّه إلّا يتساوى النّاس ، ويصحّ القياس.
وقال الطّيّب بامخرمة في التّعريف بالشّحر : (سمّيت الشّحر بهذا الاسم لأنّ سكّانها كانوا جيلا من المهرة يسمّون : الشّحرات ـ بالفتح وسكون الحاء المهملة وفتح الرّاء ، ثمّ ألف ، فحذفوا الألف وكسروا الشّين ، ومنهم من لم يكسرها ، والكسر أكثر ـ وتسمّى : الأشحار أيضا ؛ كالجمع. وتسمّى : الأشغاء ؛ لأنّه كان بها واد يسمّى الأشغا (١) ، كان كثير الشّجر ، وكان فيه آبار ونخيل ، وكانت البلاد حوله من الجانب الشّرقيّ ، والمقبرة القديمة في جانبه الغربيّ.
وتسمّى أيضا : سمعون ؛ لأنّ بها واد يسمّى بذلك ، والمدينة حوله من الشّرق والغرب ، وشرب أهلها من آبار في سمعون. وتسمّى : الأحقاف أيضا.
وقد ذكر هذه الأسماء النّقيب أبو حنيفة ، واسمه أحمد ، كان من أولاد أحد تجّار عدن ، ثمّ صار نقيبا لفقراء زاوية الشّيخ جوهر (٢) ، ثمّ عزم إلى الشّحر ، وامتدح
__________________
(١) انتقد هذه التسمية صاحب «الشامل» وأكد أنّ صوابها : الأسعاء ، بالسّين المهملة ، والعين المهملة ، وأنّ الشّين إنّما هي تصحيف. ومن أسماء الشّحر المعروفة أيضا : (سعاد).
(٢) الشّيخ جوهر العدني (٠٠٠ ـ ٦٢٦ ه) : هو الشّيخ الكبير الصّوفيّ الصّالح ، المشهور بعدن ، يقال : إنّه من أهل الجند ، كان عبدا عتيقا أمينا ، وكان يتّجر في سوق عدن في البزّ ، لقي الشّيخ باحمران ، وكراماته كثيرة ، وقبره معروف بعدن.
وممّا ينسب له من الشّعر هذه الأبيات :
إذا سعدوا أحبابنا وشقينا |
|
صبرنا على حكم القضا ورضينا |
وإن جيّش الأحباب جيشا من الجفا |
|
بنينا من الصّبر الجميل حصونا |
وإن بعثوا خيل الصّدود مغيرة |
|
بعثنا لهم خيل الوصال كمينا |