ومن شحر عمان : عمرو بن أبي عمر الشّحري ، أنشد له الثّعالبيّ شعرا في «اليتيمة» اه (١)
وقد أطلت القول على الأشحار ب «الأصل» ، ومتى عرفنا أنّه من أسماء الشّحر .. انحلّ المشكل عليّ فيه ، فهذا ممّا يستدرك على ما هناك.
وطالما استشكلت قولهم : (إنّ المظفّر هو الّذي جعل الشّحر مدينة) ، مع عاديّ عمرانها ، وتقادم أخبارها ، والمفهوم : أنّها كانت مدينة عامرة ثمّ اندثرت حتّى عمّرها المظفّر ، فهذا الجمع متعيّن.
ومرّ أوائل هذه المسوّدة عن ياقوت ذكر محمّد بن خويّ بن معاذ (٢) ، ولكنّ الطّيّب بامخرمة نسبه إلى جدّه ولم يذكر أباه.
وقال الطّيّب أيضا في مادة (ذبحان) (٣) : (إنّ الشّيخ محمّد بن سعيد بن أحمد الذّبحانيّ (٤) تفقّه حتّى ترشّح للفتوى ، ثمّ سلك طريق التّصوّف ، واجتهد في الخلوة
__________________
(١) بعد الرجوع إلى «اليتيمة» ومع شدة البحث تبين أن الذي ذكره الثعالبي هو : أبو الحسن عمر بن أبي عمر السّجزي النوقاني ، من أهل خراسان ، فلعل كلمة السّجزي اشتبهت على بامخرمة فظنها الشحري. والله أعلم.
(٢) محمد بن خوي بن معاذ ، كذا في نسخ «النسبة» ، وفي المطبوع من «تكملة الإكمال» (٣ / ٣١٧) وسمّاه : محمد بن خرفي ، وفي «الأنساب» (٣ / ٤٢٨) سمّاه : محمد بن حرمي ، بحاء وراء وميم مهملات. قال السمعاني (٥٨١٩) : محمد بن حرمي بن معاذ الشحري اليماني ، من أهل الشحر ، ورد العراق وسمع بها وبخراسان. سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الساعدي ، وبمرو أبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله الدهان ، وجماعة سواهما. وما رأيته ، ورأيت اسمه على أجزاء الحديث ، وخرّج لشيخنا الفراوي «الأربعين حديثا عن أربعين شيخا» اه والساعدي والفراوي هما شخص واحد ، تقدمت ترجمته. وزاد صاحب «تكملة الإكمال» : وله شعر. اه وفي هذه النصوص زيادات مفيدة جدا ، كما صرح السمعاني بأنه من أهل شحر عمان وهو صريح في أنه ليس من هذه المدينة التي الحديث ههنا عنها ، لما تقدم نقله عن «الشامل». انظر «معجم البلدان» (٣ / ٣٢٨).
(٣) ذبحان : عزلة فيها عدد من القرى ، أكبرها التّربة ، وهي اليوم مركز ناحية الحجريّة المعافر من أعمال تعز ، وكان مركزها من قبل جبا. «هجر العلم» (٦٨٨).
(٤) أصلهم من ذبحان ، هاجروا إلى عدن ولعلّ الّذي قدم عدن هو والده الفقيه سعيد بن أحمد ، المتوفّى بعدن في (٢٠) رجب (٨٨٨ ه) ، تفقّه على القاضي إسماعيل بن المقري مصنف «الإرشاد» ،