أبي بكر بن سعيد (١) ، ذكيّ نبيه ، توفّي سنة (١٢٨٥ ه).
ومن فضلاء العلويّين بالشّحر : السّيّد حسين بن عبد الرّحمن بن سهل (٢) ، وكان شهما كريما ، طويل الباع مشبوح الذّراع ، له مكارم جسيمة وأخبار عظيمة ، منها : عمارته الموجودة إلى اليوم لجامع الشّحر ، وذلك أنّه حدث به شيء من الخراب يحتاج إلى التّرميم ، فاتّفق أعيان الشّحر على الاكتتاب لترميمه ، وعرضوا القائمة على السّيّد حسين بن سهل فقال : حتّى أرى.
ولمّا رأى المسجد .. قال لهم : لا بدّ من تجديد عمارته كلّها ، وتكفّل بجميعها ، وجلب له المهندسين والأكرة من تريم حتّى أتمّه على أجمل صنيع (٣).
وكان هرب من تريم لأذيّة حصلت عليه من أعوان السّلطان الكثيريّ (٤) ، فسافر إلى الشّحر بجوار صديقه الأمير عبد القويّ بن عبد الله عوض غرامة البعسيّ اليافعيّ (٥) ،
__________________
باسودان وأجازه ، وسار لزيارة بقيّة الأعيان ، فلقي الإمام الحسن بن صالح البحر ، والحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر ، وكانت بينه وبين الشّيخ عبد الله معروف باجمال الشّبامي مودّة ومكاتبات ، أخذ عنه باحسن المؤرّخ ، وأطنب في ترجمته في «تاريخه» (١ / ٩٢ ـ ١٢٢) (خ).
(١) كان سيّدا فاضلا ، حصّل طرفا في العلم ، توفّي بالشّحر. وهو : حسين بن أبي بكر (توفي سنة ١٢٧٨ ه) ابن سعيد بن حسين بن عوض بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن حسين بن محروس بن أحمد البيض .. إلخ «تاريخ باحسن» (١ / ٨٨).
(٢) الحسين بن سهل اسمه كاملا : الحسين بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن أحمد ابن الفقيه سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد الله ابن الشّيخ محمّد جمل الليل .. إلخ. السّيّد الثّري السّري الفاضل ، التّاجر الصّالح ، الرّاغب في آخرته ، مولده بتريم في رجب (١٢١٣ ه) ، والمتوفّى بالشّحر (٢٨) شعبان (١٢٧٤ ه). رحل في مطلع شبابه إلى الشّرق الأقصى جاوة ، وتزوج بنت أحد سلاطينها ، وزاول التّجارة ، وكانت له سفن تمخر عباب البحر ، ولمّا أثرى .. عاد إلى وطنه ، ومن كبريات أعماله : صكّه عملة عرفت باسمه سنة (١٢٥٨ ه) ، ولم يزل النّاس يستعملونها ويتداولونها إلى سنة (١٣١٥ ه) حيث صكّ السّيّد شيخ الكاف عملة أخرى نسخت ما قبلها. وله أخبار ستأتي كثيرة وفي : «العدة المفيدة» ، «تاريخ باحسن» (٢ / ١٢٤) ، «شمس الظّهيرة» (٢ / ٤٨٦).
(٣) يقع المسجد الجامع بحارة القرية ، وهو يشتمل ـ بعد توسيعه ـ على (١٤٠) أسطوانة ، بين كل أسطوانة والأخرى خمسة أذرع.
(٤) غالب بن محسن.
(٥) البعسي نسبة إلى (الأبعوس ـ لبعوس) بطن من يافع العليا ، وآل غرامة هؤلاء كانوا يحكمون