قال الطّيّب بامخرمة : (وتبالة قرية قرب الشّحر على طريق الخارج من الشّحر إلى حضرموت ، وفيها عدّة عيون حارّة في أكمة واحدة ، يسقى بها زرع ونخل ونارجيل (١) ... وعيونها مختلفة ، منها حارّة كثيرة الماء ، ومنها قليلة الحرارة قليلة الماء ، وهي أعجوبة) اه (٢)
والنّاس يقصدون ذلك الماء الشّديد الحرارة من جهات بعيدة ؛ للاستشفاء بالاغتسال فيه من بعض الأمراض (٣).
وفي (ص ١٨٥) والتي بعدها من الجزء الأوّل من «دائرة المعارف» لفريد وجديّ ما نصّه : (وربّما رأى بعض قرّاء هذا الكتاب في أوروبا عيونا نابعة من الأرض على درجة من الحرارة مرتفعة ، تقترب من الغليان ، وهي لم تصل إلى هذه الدّرجة من الحرارة إلا لكونها آتية من أبعاد عميقة) اه
وهذا الوصف ينطبق على بعض عيون تبالة إذ البيض ينضج فيها على بضع دقائق.
وكان من سكّانها : الشّيخ محمّد بن أبي بكر الشّحريّ ، ممدوح عبد الصّمد باكثير بقوله [من البسيط] :
لي في تبالة إخوان وأخدان |
|
أكرم بهم فتية في الحيّ جيران |
ونحن في روضة خضرا مزخرفة |
|
تدار فيها من الصّهباء ألوان |
في حضرة ابن أبي بكر محمّد من |
|
في المشكلات له حلّ وتبيان |
صدر المراتب قطب المجد لا برحت |
|
تسعى إليه جماعات ووحدان |
__________________
(١) النّارجيل : جنس شجر من الفصيلة النّخليّة ، منه أنواع للتّزيين ، يزرع لثمره المسمّى جوز الهند ، ويسمّيه الأهالي : الميدع ، ويستخرجون منه خلّا جيّدا بطريقة معيّنة ، وهي أنّهم يفتحون فتحات في ثمار النّارجيل من اللّيل ويأتون في الصّباح قبل شروق الشّمس ليأخذوا ماءها ويتركونه في أوانيه لمدة أربعين يوما ، ثم يفتحونها وقد صار خلّا ، وما أشرقت عليه الشّمس لا يأخذونه ؛ لأنّه يتخمّر حينئذ بل يتركونه إلى اللّيل ، وهو منتشر في السّاحل.
(٢) نسبة البلدان (ق ٥٧).
(٣) ولا زالوا كذلك إلى اليوم ، وقد بنيت غرف بالقرب من هذه المعايين ، وهي عبارة عن ماء كبريتيّ صحي.