بسير الأثقال ، في بعد قليل عن السّاحل ، عبارة عن أكواخ قليلة محفوفة بزراعات ، أكثرها من التّبغ.
ثمّ جمعوض ، قرية صغيرة لا يزيد سكّانها ـ من العمّال والبادية آل بحسن ـ عن مئتي نفس ، وفيها معيانان وعدّة أبؤر.
ثمّ الحامي ، بينه وبين العيص أربع ساعات ، وفيه شبه من الشّحر من بعض النّواحي ، لو لا ما يتخلّله من أشجار النّارجيل ، ويقال : إنّ أهلها أحسن أخلاقا من أهل الشّحر.
ولمّا سمع هذا بعض أهل الشّحر .. قال : إنّ الأمر بالعكس ، وإنّهم ليضنّون حتّى بالماء ، ويقولون لمن طلب شربة ماء : (إنّه حامي ، لا يصلح للشّرب) ، ويتأكّد هذا بما قيل : إنهم الّذين امتنعوا من ضيافة الخضر وموسى ، وأنّ الجدار الّذي أقامه الخضر كان بالحامي لما تحته من كنز الغلامين اللّذين كان أبوهما صالحا.
وفي سيف الحامي عين ماء عذب كان النّاس يستقون منها للشّرب حال ما يجزر عنها البحر.
وفيها مدرسة سلطانيّة (١) ، وبها عين ماء حارّة ، إلّا أنّها أقلّ حرارة من مياه تبالة ، يزعم الأهالي : أنّ الاغتسال فيه شفاء من أنواع البثور ؛ ولذا يقصده الكثير من الأماكن البعيدة ، وأهل البلاد يغتسلون فيه كلّ صباح.
وفي «شمس الظّهيرة» [٢ / ٥٤٧] : أنّ به ناسا من ذرّيّة الحبيب سالم بن عبد الله بن علويّ الحدّاد (٢) ، وآخرين من ذرّيّة الحبيب عليّ بن محمّد جمل اللّيل باحسن (٣).
__________________
(١) وكان يشرف عليها العلّامة النّاخبيّ ؛ إذ كانت تحت مسؤوليّته كغيرها من المدارس السّلطانيّة.
(٢) الّذي في «شمس الظهيرة» أنّ بالحامي أناسا من ذرّيّة حسين ابن الإمام الحدّاد ، والصّواب ما ذكره المصنّف ، ولعلّ المطبوع من «الشّمس» دخله التحريف ؛ لأنّ معظم ذرّيّة الحسين المذكور إنّما هم بعمان ورأس الخيمة ونواحيها.
(٣) ويعرفون بآل باهارون باحسن ، وجدّهم الجامع لهم هو السّيّد : محمّد بن هارون بن علويّ الفقيه ابن عبد الله بن محمّد ـ صاحب بور ـ ابن عبد الله بن محمّد المجذوب ابن سالم بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عليّ بن محمّد جمل اللّيل.