غلط ؛ لأنّ جردان من حضرموت كما تقرّر.
وبين جردان ووادي عمد ثلاثة أيّام بسير الأثقال ، ونحو ذلك ما بينها وبين سهوة رخية.
ومن علماء جردان : الشّيخ إسماعيل الجردانيّ ، تخرّج بالفقيه محمّد بن أحمد بافضل صاحب عدن ، المتوفّى سنة (٩٠٣ ه) .. فهو من أقران الشّيخ عبد القادر السّابق ذكره في كلام الطّيّب.
وقال الطّيّب بامخرمة : (جردان بين عمقين ووادي حبّان ، يشتمل على قرى ، خرج منه جماعة من العلماء ، منهم : الفقيه عبد القادر الجردانيّ ، قرأ على مشايخنا الفقيه محمّد بافضل والوالد ، وكان فقيها متأهّلا للفتوى ، وكثيرا ما يتولّى قسم الصّدقات السّلطانيّة الّتي كان يتصدّق بها الشّيخ عليّ بن طاهر.
وأرسل السّلطان عبد الوهّاب بن داود معه مرّة بخيل معدّة للمجاهدين بسعد (١) الدّين ، وصحبه الفقيه أحمد بلعس ، توفّي المذكور بعدن) اه (٢)
وقد فهم ممّا مرّ أنّ قوله : (بين عمقين ووادي حبّان) مبنيّ على ما جاء في «التّاج» و «أصله» من الغلط ، وربّما كانت رؤوس جردان ممتدّة في الغرب ، ورؤوس عمقين ممتدّة في الشّرق ، فيتيسّر الجمع إذن بين الكلامين ، ثمّ رجعت إلى «الأصل» فرأيت ما نقلته آخر الجزء الثّاني قبيل شرح بيتي غالب (٣) عن الطّيّب بامخرمة نفسه : أنّ عمقين واد بين جردان وحبّان ، وهو الصّواب.
__________________
(١) ويعرف ببرّ سعد الدّين ، في ناحية ظفار.
(٢) النسبة (٧٢).
(٣) يعني بقوله : (بيتي غالب) .. البيتين : (٥٢) و (٥٣) من «بضائع التابوت» ، وهما قوله :
وانبرى غالب بتدبير جدّي |
|
للأباطيل والفساد بنكس |
فاستتبّ الأمان حينا من الدّه |
|
ر وطاب الورود للمتحسّي |
ويبتدىء الجزء الثّالث من «بضائع التابوت» بشرح هذين البيتين .. فليعلم.