وآل بادخن يبلغون مئتين وخمسين راميا ، وآل عمرو لا يبلغون الخمسين ، ومع ذلك .. فالنّصر حليفهم على آل بادخن في سائر المعارك.
وفي عرما جماعة من آل باكثير من ذرّيّة الشّيخ طاهر بن عيسى بن سلمة بن عيسى بن سلمة باكثير ، وناس من ذرّيّة الشّيخ عبد القادر بن إبراهيم باكثير.
ومنهم : آل سنكر ، منهم : الشّيخ عوض بن سنكر (١) ، رجل سليم الصّدر ، طيّب النّفس ، محبّ للخير ، استقرّ بالصولو من أرض جاوة ، وأثرى بعد أن كان فقيرا.
سار معي من الصّولو إلى جقجقا تلبية لدعوة الجمعيّة المحمّديّة لاحتفالها السّنويّ في عام (١٣٤٦ ه) ، وحملني معه إلى يمينه في سيّارة له ، وهناك ساوم في أخرى على أن يزيد عشرة آلاف ربيّة ، ثمّ أطال في حمد الله وشكره ، فسألته ، فقال : أوّل ما قدرت عليه في عرما ناقة اشتريتها ، فعال نومي (٢) من الفرح عدّة ليال حتّى لا أجد جزءا من مئة من ذلك السّرور لشراء هذه السّيّارة الضّخمة.
فقلت له : حسبك منها أنّها تبعث لك تلك الذّكريات الجميلة.
وللشّيخ عوض بن سنكر أولاد أذكياء ، منهم الآن : عليّ وسالم ، يحبّون معالي الأمور.
فتى تمّ فيه ما يسرّ صديقه |
|
على أنّ فيه ما يسوء الأعاديا |
ولهم ابن عمّ يشركهم في التّجارة ، وهو والي عقود الأنكحة بالصولو ، وعليه زيّ الصّلاح.
وأخوه سالمين هو الّذي قام لثروتهم لمّا كبت بها حوادث اليابان ، فنهض بها وأعادها سيرتها الأولى ، بل أحسن ، وعنده اطّلاع وله رحلات جوّيّة إلى أنحاء
__________________
(١) آل سنكر من أهل عرما ، هاجروا إلى جاوة ـ أي إندونيسيا ـ لا زالوا إلى اليوم ، وفيهم وجهاء وأفاضل ، وكان لبعضهم أدوار اجتماعيّة فعالة في تاريخ العرب الحضارمة بجاوة ، تستحقّ البحث والتّدوين.
(٢) عال : ارتفع ، وعال نومي طار من شدّة الفرح أو الحزن.