الحبيب عليّ بن حسن ؛ لأنّه لم يوجد بعد (١) ، ولئن لم يكن الحبيب عمر شاعرا .. فلعلّه كان راوية.
ولم يزل ناشرا الدّعوة إلى الله بحريضة ، صابرا على المشقّات الهائلة ، حتّى لقد استقلّ القطب الحدّاد شأن نفسه لمّا رأى ما كان عليه الحبيب عمر بن عبد الرّحمن العطّاس من المجاهدات والكلف والمشقّات (٢).
توفّي الحبيب عمر بن عبد الرّحمن العطّاس بحريضة ، سنة (١٠٧٢ ه).
قال في «شمس الظّهيرة» [٢٤٩ ـ ٢٥٣] : (له تسعة بنون : مشيّخ (٣) ، وشيخ ، وشيخ ، ومحسن ، وعليّ .. انقرضوا. وعبد الله ، له عقب بعنق ، والجدفرة ، ولحروم ، وجاوة ، وبهان. وعبد الرّحمن ، عقبه بحريضة ، وجاوة ، والهند ، ولحروم ، وسالم ، عقبه بالصّيق قرب حريضة ، وسدبة ، وكيرعان ، والجبيل ، وموشح ، والهند ، وباكلنقان ، وكاتي دار ، وفلفلان. وحسين بن عمر (٤) ، وله ثمانية بنون : منهم : محسن (٥) ، عقبه بحريضة. ومنهم : السّيّد الفائق على أهل
__________________
(١) ولد الحبيب عليّ بن حسن سنة (١١٢١ ه) ، بعد نحو خمسين سنة من وفاة جدّه الحبيب عمر بن عبد الرّحمن.
(٢) الكلف : بمعنى الصبر والمعاناة في العرف الحضرمي ، وليس المقصود هنا المعنى اللغوي.
وممّا يذكر من سعة أخلاق هذا الإمام .. أنّه رزق بمولود ، فجاءه أهل حريضة يهنّئونه بالهادف الجديد ، وغاب منهم شخص لاحظ الحبيب عمر غيابه ، فسأل عنه ، فقيل : إنّه قد ولدت له أتان ..
ولم تبارك له على ولادتها فهو آخذ في خاطره عليكم لهذا السبب ، فقال لأصحابه : هلموا بنا نبارك له في نتاجه الجديد ، وذهب ومعه بعضهم إلى ذلك الرّجل ، فما كان من الرجل إلا أن استحى من نفسه لمّا رأى الحبيب عمر يأتي إليه يبارك له في حماره ، وهو لا يبارك له في مولوده .. وبهذه الأخلاق والنّفسيّات العالية .. ساد أولئك الأقوام ذوو الحسب النّبوي ، والخلق المصطفوي ، عليهم سلام الله.
(٣) في المطبوع من «شمس الظهيرة» (١ / ٢٤٩) : شيخ وشيخ وشيخ ، ثلاثتهم باسم واحد.
(٤) توفي عبد الله سنة (١١٥٠ ه) ، وعبد الرحمن سنة (١١١٦ ه) ، وسالم سنة (١٠٨٧ ه) ، وحسين سنة (١١٢٩ ه) ، ولجميعهم ترجمة في «القرطاس» إلا الأول.
(٥) توفّي بحريضة سنة (١١٤٨ ه) ، ودفن بمشهد والده ، له ترجمة في «بهجة الفؤاد».
ومن أبناء الحسين أيضا : عمر ، توفّي بنفحون ، وأحمد توفّي (١١١٠ ه) بأحور ، وحمزة