هود عليه السّلام ، لا أدري أيّهما كان ، والأوّل أقرب ـ فأشار إلى تفضيل الحبيب أبي بكر هذا على سيّد الوادي الحسن بن صالح البحر .. فغضب سيّدي الأستاذ الأبرّ ، وخرج على عادته بإظهار ذلك وقال له : إن أبيت .. باهلناك ، وستعلم. فانكسر السّيّد عليّ بن سالم حينئذ وتضاءل حتّى كاد يذوب.
ولم يذكر شيخنا المشهور صاحب الجاه العظيم ، والفضل الجسيم السّيّد عبد الله بن علويّ بن حسن العطّاس ، مع أنّه لا يجهل قدره ؛ لأنّ ظهوره إنّما كان بعد انتهاء «شمس الظّهيرة» ، توفّي بحريضة في سنة (١٣٣٤ ه) (١).
ولم يذكر الصّالح المشهور السّيّد عبد الله بن محسن العطّاس ، المتوفّى ببوقور من أرض جاوة في سنة (١٣٥٢ ه) عن عمر نيّف على الثّمانين (٢).
ولمّا توفّي العلّامة السّيّد أحمد بن حسن العطّاس .. وقع لواؤه على حفيده (٣)
__________________
(١) عبد الله بن علوي بن حسن بن عليّ بن أحمد ... ابن الإمام عمر العطّاس ، المشهور بصاحب «سبيل المهتدين». ولادته بشربون بجاوة الغربية ، وتلقّى معارفه في حريضة على يد الإمام أحمد بن حسن ، والحبيب حسين بن محمّد آل العطّاس ، وغيرهما ، في حضرموت والهند. كان محسنا كريما باذلا يبذل في أمور الخير ، بنى مسجدا بحريضة يعرف بمسجد باعلوي ، وحفر بئرا لسقي النّاس. توفّي سنة (١٣٣٤ ه) ، وله ترجمة في «تاج الأعراس» ، وأعقب ولدا واحدا هو السيّد عبد الرّحمن ، وعقبه منه ، توفّي سنة (١٣٨٦ ه).
(٢) عبد الله بن محسن بن محمّد ... ابن الحبيب الإمام عمر العطّاس. مولده ببلدة حوره من قرى الكسر ، سنة (١٢٦٥ ه) ، قرأ القرآن في صغره على المعلم عمر بن فرج بن سبّاح ، وقرأ «الرسالة» على الحبيب عبد الله بن علويّ العيدروس صاحب بور ، وأخذ عن الحبيب أحمد المحضار ، وأحمد البار ، وأقام بالخريبة مدّة يطلب العلم عند الشّيخ محمّد باسودان ، وحجّ حجّة الإسلام سنة (١٢٨١ ه) ، وأخرى سنة (١٢٨٣ ه). وبعد حجّته الثّانية دخل جاوة ، ولازم هناك شيخه الإمام أحمد بن محمّد بن حمزة العطّاس ، ومارس التّجارة في باكلنقان ، وسجن عدّة سنوات امتحانا وابتلاء .. فصبر ، وكان في سجنه داعية ، حتّى إنّ السّجن يغصّ بزوّاره من المسلمين وغيرهم ، وأسلم وتاب على يديه أعداد غفيرة. وكانت وفاته سلخ ذي الحجّة سنة (١٣٥٢ ه) ، ودفن ببلدة بوقور. ترجم له الحبيب محمّد بن حسن عيديد في «إتحاف المستفيد» ، وأورد نصّ إجازته له.
(٣) لأنّ ابنه سالما توفّي في حياته سنة (١٣٢٦ ه) ، وأعقب من الذّكور : حسنا ، وعليّا ، ومحمّدا ، وأمّا ابنه الآخر الحبيب عليّ بن أحمد .. فقد كان صغيرا ؛ لأنّ مولده سنة (١٣٢٧ ه) ، وسيأتي ذكرهم.